ذكر جهنم وشدة سوادها ،  أجارنا الله منها 
قال الله تعالى : وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون   [ ص: 120 ]   [ التوبة : 81 ] ، وقال تعالى : وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية    [ القارعة : 8 - 11 ] . وقال تعالى : تسقى من عين آنية    [ الغاشية : 5 ] . وقال تعالى : هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن    [ الرحمن : 43 ، 44 ] . أي حار قد تناهى حره ، وبلغ الغاية في الحرارة . 
وقال مالك  في موطئه ، عن  أبي الزناد ،  عن  الأعرج ،  عن  أبي هريرة    : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " نار بني آدم  التي يوقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " . فقالوا : يا رسول الله ، إن كانت لكافية . فقال : " إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا   " . 
ورواه  البخاري  عن  إسماعيل بن أبي أويس ،  عن مالك ،  به . وأخرجه مسلم ،  عن قتيبة ،  عن  المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي ،  عن  أبي الزناد ،  به ، نحوه . 
وقال أحمد    : حدثنا سفيان ،  عن  أبي الزناد ،  عن  الأعرج ،  عن  أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، وضربت بالبحر مرتين ، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد   " . على شرط " الصحيحين " . 
 [ ص: 121 ] طريق أخرى : قال أحمد    : حدثنا عبد الرحمن ،  حدثنا حماد ،  عن محمد بن زياد ،  سمعت  أبا هريرة  يقول : سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول : " نار بني آدم  التي يوقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " . فقال رجل : إن كانت لكافية . فقال : " لقد فضلت عليها بتسعة وستين جزءا حرا فحرا   " . 
طريق أخرى : قال أحمد    : حدثنا عبد الرزاق ،  أخبرنا معمر ،  عن همام ،  عن  أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ناركم هذه ، ما يوقد بنو آدم ،  جزء واحد من سبعين جزءا من حر جهنم " . قالوا : والله إن كانت لكافية يا رسول الله . قال : " فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ، كلهن مثل حرها   " . 
طريق أخرى : قال البزار    : حدثنا بشر بن خالد العسكري ،  حدثنا سعيد بن مسلمة ،  عن عاصم بن كليب ،  عن أبيه ، عن  أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ناركم هذه ، وكل نار أوقدت - أو هم يوقدونها - جزء من سبعين جزءا من نار جهنم   " . 
طريق أخرى بلفظ آخر : قال أحمد    : حدثنا قتيبة ،  حدثنا عبد العزيز ،  عن سهيل ،  عن أبيه ، عن  أبي هريرة ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم    " . وهذا الإسناد على شرط مسلم    . وفي لفظه غرابة ،   [ ص: 122 ] وأكثر الروايات عن  أبي هريرة    . " جزء من سبعين جزءا " . 
وقد ورد الحديث عن غيره كذلك ، من طريق ابن مسعود ،  كما قال البزار    : حدثنا محمد بن عبد الرحيم ،  حدثنا عبيد بن إسحاق العطار ،  حدثنا زهير ،  عن أبي إسحاق ،  عن عمرو بن ميمون ،  عن عبد الله  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الرؤيا الصالحة بشرى ، وهى جزء من سبعين جزءا من النبوة ، وإن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من سموم جهنم ، وما دام العبد ينتظر الصلاة فهو في صلاة ما لم يحدث   " . قال البزار    : وقد روي موقوفا . 
ومن طريق أبي سعيد ،  كما قال البزار    : حدثنا محمد بن الليث ،  حدثنا  عبيد الله بن موسى ،  حدثنا شيبان ،  عن فراس ،  عن عطية ،  عن أبي سعيد ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، لكل جزء منها حرها   " . 
وقال  الطبراني    : حدثنا أحمد بن عمرو الخلال ،  حدثنا  إبراهيم بن المنذر الحزامي ،  حدثنا  معن بن عيسى القزاز ،  عن مالك بن أنس ،  عن عمه أبي سهيل ،  عن أبيه ، عن  أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتدرون ما مثل ناركم هذه من نار جهنم ؟ لهي أشد سوادا من دخان ناركم هذه بسبعين ضعفا   " . 
قال الحافظ الضياء    : وقد رواه أبو مصعب ،  عن مالك ،  فرفعه ، وهو عندي   [ ص: 123 ] على شرط الصحيح . 
وروى الترمذي   وابن ماجه  ، كلاهما عن عباس الدوري ،  عن يحيى بن أبي بكير ،  عن شريك ،  عن عاصم ،  عن أبي صالح ،  عن  أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة   " . قال الترمذي    : ولا أعلم أحدا رفعه غير يحيى بن أبي بكير ،  عن شريك    . كذا قال الترمذي ،  وقد رواه أبو بكر بن مردويه  الحافظ ، عن إبراهيم بن محمد ،  عن محمد بن الحسين بن مكرم ،  عن عبيد الله بن سعد ،  عن عمه ، عن شريك ،  به ، مثله " . 
وقال الحافظ  البيهقي    : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ،  وأبو سعيد بن أبي عمرو ،  قالا : حدثنا أبو العباس الأصم ،  حدثنا أحمد بن عبد الجبار ،  حدثنا أبو معاوية ،  عن الأعمش ،  عن  أبي ظبيان ،  عن سلمان ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   " النار لا يطفأ جمرها ، ولا يضيء لهبها " . قال : ثم قرأ : وذوقوا عذاب الحريق    [ الأنفال : 50 ] . قال  البيهقي    : ورفعه ضعيف . ثم رواه من وجه آخر موقوفا . وقال ابن مردويه    : حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم ،  حدثنا   [ ص: 124 ] محمد بن يونس ،  حدثنا أبو عتاب الدلال ،  حدثنا  مبارك بن فضالة ،  عن ثابت ،  عن أنس ،  قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : نارا وقودها الناس والحجارة    [ التحريم : 6 ] . قال : " أوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ، وألف عام حتى احمرت ، وألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء لا يضيء لهبها   " . 
وقال ابن مردويه    : حدثنا  دعلج بن أحمد ،  حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم ،  حدثنا الحكم بن مروان ،  حدثنا سلام الطويل ،  عن الأجلح بن عبد الله الكندي ،  عن عدي بن عدي ،  قال : قال عمر بن الخطاب    : أتى جبريل  النبي صلى الله عليه وسلم في حين لم يكن يأتيه فيه ، فقال : " يا جبريل ،  ما لي أراك متغير اللون ؟ " فقال : إني لم آتك حتى أمر الله عز وجل ، بفتح أبواب النار . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا جبريل ،  صف لي النار ، وانعت لي جهنم " فقال : إن الله أمر بها ، فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة ، لا يضيء شررها ، ولا يطفأ لهبها . وقال : والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق السلسلة التي نعت الله عز وجل ، في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأذابتها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " حسبي يا جبريل    ; لا ينصدع قلبي " . فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل  فإذا هو يبكي . فقال : " يا جبريل ،  أتبكي وأنت من الله بالمكان الذي أنت به منه ؟ " قال : وما يمنعني أن أبكي ، وأنا لا أدري لعلي أن أكون في علم الله على غير هذه الحال ؟ فقد كان إبليس مع الملائكة ، وقد كان هاروت  وماروت  من الملائكة .   [ ص: 125 ] فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يبكي وجبريل ،  حتى نوديا : يا محمد ،  ويا جبريل ،  إن الله عز وجل ، قد أمنكما أن تعصياه " . قال : فارتفع جبريل ،  وخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من أصحابه يتحدثون ويضحكون . فقال : " أتضحكون وجهنم من ورائكم ، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ، عز وجل " . فأوحى الله تعالى إليه : يا محمد ،  إني بعثتك مبشرا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبشروا ، وسددوا ، وقاربوا   " . قال الضياء    : قال الحافظ أبو القاسم - يعني إسماعيل بن محمد بن الفضل    : هذا حديث حسن ، وإسناده جيد . 
وقال  البخاري    : حدثنا إبراهيم بن حمزة ،  حدثنا ابن أبي حازم   والدراوردي ،  عن يزيد ،  عن عبد الله بن خباب ،  عن  أبي سعيد الخدري ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب ،  فقال : " لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه ، يغلي منه أم دماغه " . ورواه مسلم  من حديث يزيد بن الهاد  به . 
وقال مسلم    : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،  حدثنا يحيى بن أبي بكير ،  حدثنا زهير بن محمد ،  عن سهيل بن أبي صالح ،  عن النعمان بن أبي عياش ،  عن أبي سعيد ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أدنى أهل النار عذابا   [ ص: 126 ] ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه   " . 
وقال أحمد    : حدثنا حسن  وعفان ،  قالا : حدثنا حماد بن سلمة ،  عن سعيد الجريري ،  عن  أبي نضرة ،  عن أبي سعيد ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أهون أهل النار عذابا رجل في رجليه نعلان يغلي منهما دماغه   " . وساق أحمد  تمام الحديث . 
وقال  البخاري    : حدثنا  محمد بن بشار ،  حدثنا غندر ،  حدثنا شعبة ،  سمعت أبا إسحاق ،  سمعت النعمان ،  سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه   " . ورواه مسلم  من حديث شعبة    . 
وقال  البخاري    : حدثنا عبد الله بن رجاء ،  حدثنا إسرائيل ،  عن أبي إسحاق ،  عن النعمان بن بشير ،  سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل على أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه ، كما يغلي المرجل ، أو يغلي القمقم   " . 
وقال مسلم    : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،  حدثنا عفان ،  حدثنا حماد بن   [ ص: 127 ] سلمة ،  حدثنا ثابت ،  عن  أبي عثمان النهدي ،  عن ابن عباس ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أهون أهل النار عذابا أبو طالب ، وهو ينتعل بنعلين يغلي منهما دماغه   " . 
وقال أحمد    : حدثنا يحيى ،  عن ابن عجلان ،  عن أبيه ، عن  أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم " أهون أهل النار عذابا عليه نعلان يغلي منهما دماغه   " . وبهذا الإسناد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا وبكيتم كثيرا   " . 
وقال أحمد    : حدثنا عبد الرحمن بن مهدى ،  حدثنا زائدة ،  عن المختار بن فلفل ،  عن أنس ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد  بيده ، لو رأيتم ما رأيت لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا " قالوا : يا رسول الله ، وما رأيت ؟ قال : " رأيت الجنة والنار " . 
ورواه أحمد  أيضا من حديث شعبة ،  عن موسى بن أنس ،  عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا   " . 
وقال أحمد    : حدثنا أبو اليمان ،  حدثنا  ابن عياش ،  عن  عمارة بن غزية الأنصاري    : أنه سمع حميد بن عبيد مولى بني المعلى ،  يقول : سمعت ثابتا   [ ص: 128 ] البناني  يحدث عن أنس بن مالك ،  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال لجبريل    : " ما لي لم أر ميكائيل  ضاحكا قط ؟ قال : ما ضحك ميكائيل  منذ خلقت النار   " . 
وقد قال تعالى : انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون  انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب  لا ظليل ولا يغني من اللهب  إنها ترمي بشرر كالقصر  كأنه جمالة صفر  ويل يومئذ للمكذبين    [ المرسلات : 29 - 34 ] . 
قال  الطبراني    : حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ،  حدثنا سعيد بن سليمان ،  عن حديج بن معاوية ،  عن أبي إسحاق ،  عن علقمة بن قيس ،  سمعت ابن مسعود  يقول في قوله تعالى : إنها ترمي بشرر كالقصر    [ المرسلات : 32 ] . قال : أما إنها ليست مثل الشجر والجبل ، ولكنها مثل المدائن والحصون   . 
وقال  الطبراني    : حدثنا طالب بن قرة    " ، حدثنا  محمد بن عيسى بن الطباع ،  حدثنا مبشر بن إسماعيل ،  عن تمام بن نجيح ،  عن الحسن ،  عن أنس ،  قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لو أن شررة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب   " . 
وقال أحمد    : حدثنا سفيان ،  عن الزهري ،  عن سعيد ،  عن  أبي هريرة ،   [ ص: 129 ] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اشتكت النار إلى ربها ، فقالت : أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين ; نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ، فأشد ما يكون من الحر من فيح جهنم   " . وبهذا الإسناد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة ؟ فإن شدة الحر من فيح جهنم   " . 
وقال أحمد    : حدثنا عبد الرزاق ،  حدثنا معمر ،  عن الزهري ،  أخبرني أبو سلمة ،  عن  أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اشتكت النار إلى ربها ، فقالت : رب أكل بعضي بعضا فنفسني . فأذن لها كل عام بنفسين ، فأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم " ، وأشد ما تجدون من الحر من حر جهنم   " . وأخرجه  البخاري ،  ومسلم  من حديث الزهري    . 
وقال أحمد    : حدثنا يزيد ،  أخبرنا حماد بن سلمة ،  عن ثابت البناني ،  عن أنس بن مالك ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال له : يا بن آدم ،  هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب . ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة ، فيقال له : يا بن آدم ، هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ، ما مر بي   [ ص: 130 ] بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط   " . 
وقال أحمد    : حدثنا روح ،  حدثنا  سعيد بن أبي عروبة ،  عن قتادة ،  حدثنا أنس بن مالك ،  أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " يجاء بالكافر يوم القيامة ، فيقال له : أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت مفتديا به ؟ فيقول : نعم يا رب . قال : فيقال : لقد سئلت أيسر من ذلك ، فذلك قوله تعالى : إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به    [ آل عمران : 91 ] . 
طريق أخرى : قال أحمد    : حدثنا حجاج ،  حدثنا شعبة ،  عن  أبي عمران الجوني ،  عن أنس بن مالك ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة : أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت تفتدي به ؟ قال : فيقول : نعم . قال : فيقول : قد أردت منك أهون من ذلك ; قد أخذت عليك الميثاق في ظهر آدم  أن لا تشرك بي شيئا ، فأبيت إلا أن تشرك بي   " . 
طريق أخرى : قال أحمد    : حدثنا روح  وعفان ،  قالا : حدثنا حماد ،   [ ص: 131 ] أخبرنا ثابت ،  عن أنس ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقال له : يا بن آدم ،  كيف وجدت منزلك ؟ فيقول : أي رب ، خير منزل ، فيقول : سل وتمن . فيقول : ما أسأل وأتمنى إلا أن تردني إلى الدنيا ، فأقتل في سبيلك عشر مرات . لما يرى من فضل الشهادة . ويؤتى بالرجل من أهل النار ، فيقول له : يا بن آدم ،  كيف وجدت منزلك ؟ فيقول : أي رب ، شر منزل . فيقول له : أتفتدي منه بطلاع الأرض ذهبا ؟ فيقول ؟ أي رب ، نعم . فيقول : كذبت ، قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل . فيرد إلى النار   " . 
وقال البزار    : حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله  ومحمد بن الليث ،  قالا : حدثنا عبد الرحمن بن شريك ،  عن أبيه ، عن  السدي ،  عن أبيه ، عن  أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم ير مثل النار ، نام هاربها ، ولم ير مثل الجنة ، نام طالبها   " . 
وروى الحافظ أبو يعلى ،  وغيره ، من طريق محمد بن شبيب ،  عن   [ ص: 132 ]  جعفر بن أبي وحشية ،  عن سعيد بن جبير ،  عن  أبي هريرة    : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون ، وفيهم رجل من أهل النار ، فتنفس فأصابهم نفسه لأحرق المسجد ومن فيه   " . وهذا حديث غريب جدا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					