[ ص: 231 ] السنة التاسعة
قيل : في ربيع الأول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى القرطاء ، عليهم الضحاك بن سفيان الكلابي ، ومعه الأصيد بن سلمة بن قرط ، فلقوهم بالزج ، زج لاوة ، فدعوهم إلى الإسلام ، فأبوا ، فقاتلوهم فهزموهم ، فلحق الأصيد أباه سلمة ، فدعاه إلى الإسلام وأعطاه الأمان ، فسبه وسب دينه ، فعرقب الأصيد عرقوبي فرسه . ثم جاء رجل من المسلمين فقتل سلمة ، ولم يقتله ابنه .
وفي ربيع الآخر ، قيل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن ناسا من الحبشة تراآهم أهل جدة . فبعث النبي صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز المدلجي في ثلاث مائة ، فانتهى إلى جزيرة في البحر ، فهربوا منه .
وفي ربيع الآخر سرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه إلى الفلس ; صنم طيء ; ليهدمه ، في خمسين ومائة رجل من الأنصار ، على مائة بعير وخمسين فرسا ، ومعه راية سوداء ، ولواء أبيض . فشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر ، فهدموا الفلس وخربوه ، وملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء ، وفي السبي أخت عدي بن حاتم ، وهرب عدي إلى الشام .
وفي هذه الأيام كانت سرية عكاشة بن محصن إلى أرض عذرة .
ذكر هذه السرايا شيخنا الدمياطي في " مختصر السيرة " وأظنه أخذه [ ص: 232 ] من كلام الواقدي .
وفي رجب : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قبل مسيره إلى تبوك على أصحمة النجاشي ، صاحب الحبشة رضي الله عنه وأصحمة بالعربي : عطية . وكان قد آمن بالله ورسوله . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " قد مات أخ لكم بالحبشة " فخرج بهم إلى المصلى ، وصفهم ، وصلى عليه .
قال ابن إسحاق : حدثني يزيد بن رومان ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : لما مات النجاشي كان يتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور .
" ويكتب هنا الخبر الذي في السيرة قبل إسلام عمر " .


