[ ص: 286 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=31يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=32قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=33قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=35يابني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=36والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=37فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=38قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=39وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=40إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=41لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=42والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=44ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=45الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=46وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=47وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=48ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=49أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=50ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=51الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=52ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=53هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) .
بدأ الشيء : أنشأه واخترعه ، الجمل : الحيوان المعروف ، وجمعه جمال وأجمل ، ولا يسمى جملا حتى يبلغ أربع سنين ، والجمل : حبل السفينة ، ولغاته تأتي في المركبات . سم الخياط : ثقبه وتضم سين " سم " وتفتح وتكسر ، وكل ثقب في أنف ، أو أذن ، أو غير ذلك ، فالعرب تسميه سما . والخياط : المخيط ، وهما آلتان كإزار ومئزر ولحاف وملحف وقناع ومقنع . الغل : الحقد والإحنة الخفية في النفس ، وجمعها غلال ومنه الغلول أخذ في
[ ص: 287 ] خفاء . نعم : حرف يكون تصديقا لإثبات محض ، أو لما تضمنه استفهام ، وكسر عينها لغة لقريش ، وإبدال عينها بالحاء لغة ، ووقوعها جوابا بعد نفي يراد به التقرير نادر . الأعراف : جمع عرف وهو المرتفع من الأرض . قال الشاعر :
كل كناز لحمه نياف كالجبل الموفي على الأعراف
وقال
الشماخ :
فظلت بأعراف تعادي كأنها رماح نحاها وجهة الريح راكز
ومنه عرف الفرس وعرف الديك لعلوهما . الستة : رتبة من العدد معروفة وأصلها سدسة فأبدلوا من السين تاء ، ولزم الإبدال ، ثم أدغموا الدال في التاء بعد إبدال الدال بالتاء ، ولزم الإدغام ، وتصغيره سديس وسديسة . الحث : الإعجال حثثت فلانا فأحثث . قاله
الليث وقال : فهو حثيث ومحثوث .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29قل أمر ربي بالقسط ) . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : القسط هنا لا إله إلا الله ؛ لأن أسباب الخير كلها تنشأ عنها ، وقال
عطاء ،
والسدي : العدل وما يظهر في القول كونه حسنا صوابا ، وقيل الصدق والحق .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين ) . وأقيموا معطوف على ما ينحل إليه المصدر الذي هو القسط ، أي : بأن أقسطوا وأقيموا ، وكما ينحل المصدر لـ ( أن ) والفعل الماضي ، نحو عجبت من قيام زيد وخرج ، أي : من أن قام وخرج ، وأن والمضارع نحو :
للبس عباءة وتقر عيني
أي : لأن ألبس عباءة وتقر عيني ، كذلك ينحل لأن وفعل الأمر ألا ترى أن ( أن ) توصل بفعل الأمر نحو كتبت إليه بأن قم ، كما توصل بالماضي والمضارع بخلاف ما المصدرية ، فإنها لا توصل بفعل الأمر ، وبخلاف كي إذا لم تكن حرفا ، وكانت مصدرية فإنها توصل بالمضارع فقط ، ولما أشكل هذا التخريج جعل
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ( وأقيموا ) على تقدير وقل فقال : أقيموا فيحتمل قوله وقل أقيموا أن يكون ( أقيموا ) معمولا لهذا الفعل الملفوظ به ، ويحتمل أن يكون قوله : ( وأقيموا ) معطوفا على (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29أمر ربي بالقسط ) فيكون معمولا لقل الملفوظ بها أولا ، وقدرها ليبين أنها معطوفة عليها ، وعلى ما خرجناه نحن يكون في خبر معمول أمر ، وقيل : ( وأقيموا ) معطوف على أمر محذوف تقديره فأقبلوا وأقيموا ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
والضحاك ، واختاره
ابن قتيبة : المعنى إذا حضرت الصلاة فصلوا في كل مسجد ، ولا يقل أحدكم أصلي في مسجدي ، وقال
مجاهد ،
والسدي ،
وابن زيد : معناه توجهوا حيث كنتم في الصلاة إلى
الكعبة ، وقال
الربيع : اجعلوا سجودكم خالصا لله دون غيره ، وقيل : معناه اقصدوا المسجد في وقت كل صلاة أمرا بالجماعة . ذكره
الماوردي ، وقيل : معناه إذا كان في جواركم مسجد فأقيموا الجماعة فيه ولا تتجاوزوا إلى غيره . ذكره
التبريزي ، وقيل : هو أمر بإحضار النية لله في كل صلاة والقصد نحوه كما تقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79وجهت وجهي ) الآية . قاله
الربيع أيضا ، وقيل : معناه إباحة الصلاة في كل موضع من الأرض ، أي : حيثما كنتم فهو مسجد لكم يلزمكم عنده الصلاة وإقامة وجوهكم فيه لله وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374409جعلت لي الأرض مسجدا [ ص: 288 ] فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل حيث كان . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أي : اقصدوا عبادته مستقيمين إليه غير عادلين إلى غيرها عند كل مسجد في وقت كل سجود ، وفي كل مكان سجود وهو الصلاة وادعوه مخلصين له الدين . قيل : الدعاء على بابه أمر به مقرونا بالإخلاص ؛ لأن دعاء من لا يخلص الدين لله لا يجاب ، وقيل : معناه اعبدوا ، وقيل : قولوا لا إله إلا الله .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29كما بدأكم تعودون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة ) . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
ومجاهد ،
والحسن ،
وقتادة : هو إعلام بالبعث ، أي : كما أوجدكم واخترعكم كذلك يعيدكم بعد الموت ولم يذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري غير هذا القول . قال : كما أنشأكم ابتداء يعيدكم احتج عليهم في إنكارهم الإعادة بابتداء الخلق ، والمعنى : أنه يعيدكم فيجازيكم على أعمالكم فأخلصوا له العبادة . انتهى . وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج قال : كما أحياكم في الدنيا يحييكم في الآخرة وليس بعثكم بأشد من ابتداء إنشائكم ، وهذا احتجاج عليهم في إنكارهم البعث . انتهى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=36، وجابر بن عبد الله ،
وأبو العالية nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير ،
والسدي ،
ومجاهد أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء - وروي معناه عن الرسول - أنه إعلام بأن من كتب عليه أنه من أهل الشقاوة والكفر في الدنيا هم أهل ذلك في الآخرة ، وكذلك من كتب له السعادة والإيمان في الدنيا هم أهل ذلك في الآخرة لا يتبدل شيء مما أحكمه ودبره تعالى . ويؤيد هذا المعنى قراءة
أبي : تعودون فريقين فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة . وعلى هذا المعنى يكون الوقف على (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29تعودون ) غير حسن ؛ لأن ( فريقا ) نصب على الحال وفريقا عطف عليه ، والجملة من ( هدى ) ومن ( حق ) في موضع الصفة لما قبله ، وقد حذف الضمير من جملة الصفة ، أي : هداهم ، وجوز
أبو البقاء أن يكون ( فريقا ) مفعول ( هدى ) ( وفريقا ) مفعول أضل مضمرة ، والجملتان الفعليتان حال ، وهدى على إضمار قد ، أي : تعودون قد هدى فريقا وأضل فريقا ، وعلى المعنى الأول يحسن الوقف على (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29تعودون ) ويكون ( فريقا ) مفعولا بهدى ، ويكون ( وفريقا ) منصوبا بإضمار فعل يفسره قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30حق عليهم الضلالة ) ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30فريقا هدى ) وهم الذين أسلموا ، أي : وفقهم للإيمان وفريقا حق عليهم الضلالة ، أي : كلمة الضلالة وعلم الله تعالى أنهم يضلون ولا يهتدون ، وانتصاب قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30وفريقا ) بفعل يفسره ما بعده كأنه قيل وخذل فريقا حق عليهم الضلالة . انتهى ؛ وهي تقادير على مذهب الاعتزال ، وقيل : المعنى تعودون لا ناصر لكم ولا معين لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94ولقد جئتمونا فرادى ) ، وقال
الحسن : كما بدأكم من التراب يعيدكم إلى التراب ، وقيل : معناه كما خلقكم عراة تبعثون عراة ، ومعنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30حق عليهم الضلالة ) ، أي : حق عليهم من الله ، أو حق عليهم عقوبة الضلالة ، هكذا قدره بعضهم ، وجاء إسناد الهدى إلى الله ولم يجئ مقابله وفريقا أضل ؛ لأن المساق مساق من نهي عن أن يفتنه الشيطان وإخبار أن الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ، وأن الله لا يأمر بالفحشاء وأمر بالقسط وإقامة الصلاة فناسب هذا المساق أن لا يسند إليه تعالى الضلال ، وإن كان تعالى هو الهادي ، وفاعل الضلالة فكذلك عدل إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30حق عليهم الضلالة ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ) ، أي : إن الفريق الضال (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30اتخذوا الشياطين أولياء ) أنصارا وأعوانا يتولونهم وينتصرون بهم كقول بعضهم : اعل هبل اعل هبل ، والظاهر أن المراد حقيقة الشياطين فهم يعينونهم على كفرهم والضالون يتولونهم بانقيادهم إلى وسوستهم ، وقيل : الشياطين أحبارهم وكبراؤهم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : وهذه الآية دليل على خطأ قول من زعم أن الله تعالى لا يعذب أحدا على معصية ركبها ، أو ضلالة اعتقدها إلا أن يأتيها على علم منه بموضع الصواب . انتهى . ووجه الدلالة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30ويحسبون ) ، والمحسبة الظن لا العلم ، وقرأ
العباس بن الفضل ، وسهل بن شعيب ،
[ ص: 289 ] وعيسى بن عمر : أنهم اتخذوا . بفتح الهمزة وهو تعليل لحق الضلالة عليهم ، والعكس يحتمل التعليل من حيث المعنى ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أي : تولوهم بالطاعة فيما أمروهم به ، وهذا دليل على أن علم الله تعالى لا أثر له في ضلالهم ، وأنهم هم الضالون باختيارهم وتوليهم الشياطين دون الله تعالى . انتهى . وهو على طريقة الاعتزال .
[ ص: 286 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=31يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=32قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=33قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=35يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=36وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=37فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=38قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=39وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=40إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=41لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=42وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=44وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=45الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=46وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=47وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=48وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=49أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=50وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=51الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=52وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=53هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) .
بَدَأَ الشَّيْءَ : أَنْشَأَهُ وَاخْتَرَعَهُ ، الْجَمَلُ : الْحَيَوَانُ الْمَعْرُوفُ ، وَجَمْعُهُ جِمَالٌ وَأَجْمُلٌ ، وَلَا يُسَمَّى جَمَلًا حَتَّى يَبْلُغَ أَرْبَعَ سِنِينَ ، وَالْجَمَلُ : حَبْلُ السَّفِينَةِ ، وَلُغَاتُهُ تَأْتِي فِي الْمُرَكَّبَاتِ . سَمُّ الْخِيَاطِ : ثُقْبُهُ وَتُضَمُّ سِينُ " سَمُّ " وَتُفْتَحُ وَتُكْسَرُ ، وَكُلُّ ثُقْبٍ فِي أَنْفٍ ، أَوْ أُذُنٍ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، فَالْعَرَبُ تُسَمِّيهِ سَمًّا . وَالْخِيَاطُ : الْمَخِيطُ ، وَهُمَا آلَتَانِ كَإِزَارٍ وَمِئْزَرٍ وَلِحَافٍ وَمِلْحَفٍ وَقِنَاعٍ وَمِقْنَعٍ . الْغِلُّ : الْحِقْدُ وَالْإِحْنَةُ الْخَفِيَّةُ فِي النَّفْسِ ، وَجَمْعُهَا غِلَالٌ وَمِنْهُ الْغُلُولُ أَخْذٌ فِي
[ ص: 287 ] خَفَاءٍ . نَعَمْ : حَرْفٌ يَكُونُ تَصْدِيقًا لِإِثْبَاتٍ مَحْضٍ ، أَوْ لِمَا تَضَمَّنَهُ اسْتِفْهَامٌ ، وَكَسْرُ عَيْنِهَا لُغَةٌ لِقُرَيْشٍ ، وَإِبْدَالُ عَيْنِهَا بِالْحَاءِ لُغَةٌ ، وَوُقُوعُهَا جَوَابًا بَعْدَ نَفْيٍ يُرَادُ بِهِ التَّقْرِيرُ نَادِرٌ . الْأَعْرَافُ : جَمْعُ عُرْفٍ وَهُوَ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الْأَرْضِ . قَالَ الشَّاعِرُ :
كُلُّ كِنَازٍ لَحْمُهُ نِيَافِ كَالْجَبَلِ الْمُوفِي عَلَى الْأَعْرَافِ
وَقَالَ
الشَّمَّاخُ :
فَظَلَّتْ بِأَعْرَافٍ تُعَادِي كَأَنَّهَا رِمَاحٌ نَحَاهَا وِجْهَةَ الرِّيحِ رَاكِزُ
وَمِنْهُ عُرْفُ الْفَرَسِ وَعُرْفُ الدِّيكِ لِعُلُوِّهِمَا . السِّتَّةُ : رُتْبَةٌ مِنَ الْعَدَدِ مَعْرُوفَةٌ وَأَصْلُهَا سِدْسَةٌ فَأَبْدَلُوا مِنَ السِّينِ تَاءً ، وَلَزِمَ الْإِبْدَالُ ، ثُمَّ أَدْغَمُوا الدَّالَ فِي التَّاءِ بَعْدَ إِبْدَالِ الدَّالِ بِالتَّاءِ ، وَلَزِمَ الْإِدْغَامُ ، وَتَصْغِيرُهُ سُدَيْسٌ وَسُدَيْسَةٌ . الْحَثُّ : الْإِعْجَالُ حَثَثْتُ فُلَانًا فَأَحْثَثَ . قَالَهُ
اللَّيْثُ وَقَالَ : فَهُوَ حَثِيثٌ وَمَحْثُوثٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ) . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْقِسْطُ هُنَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ لِأَنَّ أَسْبَابَ الْخَيْرِ كُلَّهَا تَنْشَأُ عَنْهَا ، وَقَالَ
عَطَاءٌ ،
وَالسُّدِّيُّ : الْعَدْلُ وَمَا يَظْهَرُ فِي الْقَوْلِ كَوْنُهُ حَسَنًا صَوَابًا ، وَقِيلَ الصِّدْقُ وَالْحَقُّ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) . وَأَقِيمُوا مَعْطُوفٌ عَلَى مَا يَنْحَلُّ إِلَيْهِ الْمَصْدَرُ الَّذِي هُوَ الْقِسْطُ ، أَيْ : بِأَنْ أَقْسِطُوا وَأَقِيمُوا ، وَكَمَا يَنْحَلُّ الْمَصْدَرُ لـِ ( أَنْ ) وَالْفِعْلِ الْمَاضِي ، نَحْوُ عَجِبْتُ مِنْ قِيَامِ زَيْدٍ وَخَرَجَ ، أَيْ : مِنْ أَنْ قَامَ وَخَرَجَ ، وَأَنْ وَالْمُضَارِعُ نَحْوُ :
لَلُبْسُ عَبَاءَةٍ وَتَقَرَّ عَيْنِي
أَيْ : لَأَنْ أَلْبَسَ عَبَاءَةً وَتَقَرَّ عَيْنِي ، كَذَلِكَ يَنْحَلُّ لَأَنْ وَفِعْلُ الْأَمْرِ أَلَا تَرَى أَنَّ ( أَنْ ) تُوصَلُ بِفِعْلِ الْأَمْرِ نَحْوُ كَتَبْتُ إِلَيْهِ بِأَنْ قُمْ ، كَمَا تُوصَلُ بِالْمَاضِي وَالْمُضَارِعِ بِخِلَافِ مَا الْمَصْدَرِيَّةِ ، فَإِنَّهَا لَا تُوصَلُ بِفِعْلِ الْأَمْرِ ، وَبِخِلَافِ كَيْ إِذَا لَمْ تَكُنْ حَرْفًا ، وَكَانَتْ مَصْدَرِيَّةً فَإِنَّهَا تُوصَلُ بِالْمُضَارِعِ فَقَطْ ، وَلَمَّا أَشْكَلَ هَذَا التَّخْرِيجُ جَعَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ( وَأَقِيمُوا ) عَلَى تَقْدِيرِ وَقُلْ فَقَالَ : أَقِيمُوا فَيُحْتَمَلُ قَوْلُهُ وَقُلْ أَقِيمُوا أَنْ يَكُونَ ( أَقِيمُوا ) مَعْمُولًا لِهَذَا الْفِعْلِ الْمَلْفُوظِ بِهِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ : ( وَأَقِيمُوا ) مَعْطُوفًا عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ) فَيَكُونُ مَعْمُولًا لِقُلِ الْمَلْفُوظِ بِهَا أَوَّلًا ، وَقَدَّرَهَا لِيُبَيِّنَ أَنَّهَا مَعْطُوفَةٌ عَلَيْهَا ، وَعَلَى مَا خَرَّجْنَاهُ نَحْنُ يَكُونُ فِي خَبَرِ مَعْمُولِ أَمَرَ ، وَقِيلَ : ( وَأَقِيمُوا ) مَعْطُوفٌ عَلَى أَمَرَ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ فَأَقْبِلُوا وَأَقِيمُوا ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالضَّحَّاكُ ، وَاخْتَارَهُ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : الْمَعْنَى إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلُّوا فِي كُلِّ مَسْجِدٍ ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ أُصَلِّي فِي مَسْجِدِي ، وَقَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَالسُّدِّيُّ ،
وَابْنُ زَيْدٍ : مَعْنَاهُ تَوَجَّهُوا حَيْثُ كُنْتُمْ فِي الصَّلَاةِ إِلَى
الْكَعْبَةِ ، وَقَالَ
الرَّبِيعُ : اجْعَلُوا سُجُودَكُمْ خَالِصًا لِلَّهِ دُونَ غَيْرِهِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ اقْصِدُوا الْمَسْجِدَ فِي وَقْتِ كُلِّ صَلَاةٍ أَمْرًا بِالْجَمَاعَةِ . ذَكَرَهُ
الْمَاوَرْدِيُّ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ إِذَا كَانَ فِي جِوَارِكُمْ مَسْجِدٌ فَأَقِيمُوا الْجَمَاعَةَ فِيهِ وَلَا تَتَجَاوَزُوا إِلَى غَيْرِهِ . ذَكَرَهُ
التِّبْرِيزِيُّ ، وَقِيلَ : هُوَ أَمْرٌ بِإِحْضَارِ النِّيَّةِ لِلَّهِ فِي كُلِّ صَلَاةٍ وَالْقَصْدِ نَحْوِهِ كَمَا تَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79وَجَّهْتُ وَجْهِيَ ) الْآيَةَ . قَالَهُ
الرَّبِيعُ أَيْضًا ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ إِبَاحَةُ الصَّلَاةِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ مِنَ الْأَرْضِ ، أَيْ : حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَهُوَ مَسْجِدٌ لَكُمْ يَلْزَمُكُمْ عِنْدَهُ الصَّلَاةُ وَإِقَامَةُ وُجُوهِكُمْ فِيهِ لِلَّهِ وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374409جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا [ ص: 288 ] فَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ حَيْثُ كَانَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَيِ : اقْصِدُوا عِبَادَتَهُ مُسْتَقِيمِينَ إِلَيْهِ غَيْرَ عَادِلِينَ إِلَى غَيْرِهَا عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ فِي وَقْتِ كُلِّ سُجُودٍ ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ سُجُودٌ وَهُوَ الصَّلَاةُ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ . قِيلَ : الدُّعَاءُ عَلَى بَابِهِ أَمَرَ بِهِ مَقْرُونًا بِالْإِخْلَاصِ ؛ لِأَنَّ دُعَاءَ مَنْ لَا يُخْلِصُ الدِّينَ لِلَّهِ لَا يُجَابُ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ اعْبُدُوا ، وَقِيلَ : قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ) . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ : هُوَ إِعْلَامٌ بِالْبَعْثِ ، أَيْ : كَمَا أَوْجَدَكُمْ وَاخْتَرَعَكُمْ كَذَلِكَ يُعِيدُكُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ وَلَمْ يَذْكُرِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ غَيْرَ هَذَا الْقَوْلِ . قَالَ : كَمَا أَنْشَأَكُمُ ابْتِدَاءً يُعِيدُكُمُ احْتَجَّ عَلَيْهِمْ فِي إِنْكَارِهِمُ الْإِعَادَةَ بِابْتِدَاءِ الْخَلْقِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يُعِيدُكُمْ فَيُجَازِيَكُمْ عَلَى أَعْمَالِكُمْ فَأَخْلِصُوا لَهُ الْعِبَادَةَ . انْتَهَى . وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ قَالَ : كَمَا أَحْيَاكُمْ فِي الدُّنْيَا يُحْيِيكُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَيْسَ بَعْثُكُمْ بِأَشَدَّ مِنَ ابْتِدَاءِ إِنْشَائِكُمْ ، وَهَذَا احْتِجَاجٌ عَلَيْهِمْ فِي إِنْكَارِهِمُ الْبَعْثَ . انْتَهَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=36، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ،
وَأَبُو الْعَالِيَةِ nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ ،
وَالسُّدِّيُّ ،
وَمُجَاهِدٌ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ - وَرُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ الرَّسُولِ - أَنَّهُ إِعْلَامٌ بِأَنَّ مَنْ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ وَالْكُفْرِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ ذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ ، وَكَذَلِكَ مَنْ كُتِبَ لَهُ السَّعَادَةُ وَالْإِيمَانُ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ ذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ لَا يَتَبَدَّلُ شَيْءٌ مِمَّا أَحْكَمَهُ وَدَبَّرَهُ تَعَالَى . وَيُؤَيِّدُ هَذَا الْمَعْنَى قِرَاءَةُ
أُبَيٍّ : تَعُودُونَ فَرِيقَيْنِ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ . وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى يَكُونُ الْوَقْفُ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29تَعُودُونَ ) غَيْرَ حَسَنٍ ؛ لِأَنَّ ( فَرِيقًا ) نُصِبَ عَلَى الْحَالِ وَفَرِيقًا عُطِفَ عَلَيْهِ ، وَالْجُمْلَةُ مِنْ ( هَدَى ) وَمِنْ ( حَقَّ ) فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ لِمَا قَبْلَهُ ، وَقَدْ حُذِفَ الضَّمِيرُ مِنْ جُمْلَةِ الصِّفَةِ ، أَيْ : هَدَاهُمْ ، وَجَوَّزَ
أَبُو الْبَقَاءِ أَنْ يَكُونَ ( فَرِيقًا ) مَفْعُولَ ( هَدَى ) ( وَفَرِيقًا ) مَفْعُولَ أَضَلَّ مُضْمَرَةً ، وَالْجُمْلَتَانِ الْفِعْلِيَّتَانِ حَالٌ ، وَهَدَى عَلَى إِضْمَارِ قَدْ ، أَيْ : تَعُودُونَ قَدْ هَدَى فَرِيقًا وَأَضَلَّ فَرِيقًا ، وَعَلَى الْمَعْنَى الْأَوَّلِ يَحْسُنُ الْوَقْفُ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29تَعُودُونَ ) وَيَكُونُ ( فَرِيقًا ) مَفْعُولًا بِهَدَى ، وَيَكُونُ ( وَفَرِيقًا ) مَنْصُوبًا بِإِضْمَارِ فِعْلٍ يُفَسِّرُهُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ) ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30فَرِيقًا هَدَى ) وَهُمُ الَّذِينَ أَسْلَمُوا ، أَيْ : وَفَّقَهُمْ لِلْإِيمَانِ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ، أَيْ : كَلِمَةُ الضَّلَالَةِ وَعَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُمْ يَضِلُّونَ وَلَا يَهْتَدُونَ ، وَانْتِصَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30وَفَرِيقًا ) بِفِعْلٍ يُفَسِّرُهُ مَا بَعْدَهُ كَأَنَّهُ قِيلَ وَخَذَلَ فَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ . انْتَهَى ؛ وَهِيَ تَقَادِيرُ عَلَى مَذْهَبِ الِاعْتِزَالِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى تَعُودُونَ لَا نَاصِرَ لَكُمْ وَلَا مُعِينَ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى ) ، وَقَالَ
الْحَسَنُ : كَمَا بَدَأَكُمْ مِنَ التُّرَابِ يُعِيدُكُمْ إِلَى التُّرَابِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ كَمَا خَلَقَكُمْ عُرَاةً تُبْعَثُونَ عُرَاةً ، وَمَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ) ، أَيْ : حَقُّ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ ، أَوْ حَقَّ عَلَيْهِمْ عُقُوبَةُ الضَّلَالَةِ ، هَكَذَا قَدَّرَهُ بَعْضُهُمْ ، وَجَاءَ إِسْنَادُ الْهُدَى إِلَى اللَّهِ وَلَمْ يَجِئْ مُقَابِلُهُ وَفَرِيقًا أَضَلَّ ؛ لِأَنَّ الْمَسَاقَ مَسَاقٌ مِنْ نَهْيٍ عَنْ أَنْ يَفْتِنَهُ الشَّيْطَانُ وَإِخْبَارٌ أَنَّ الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءٌ لِلَّذِينِ لَا يُؤْمِنُونَ ، وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَأَمَرَ بِالْقِسْطِ وَإِقَامَةِ الصَّلَاةِ فَنَاسَبَ هَذَا الْمَسَاقَ أَنْ لَا يُسْنِدَ إِلَيْهِ تَعَالَى الضَّلَالَ ، وَإِنْ كَانَ تَعَالَى هُوَ الْهَادِي ، وَفَاعِلُ الضَّلَالَةِ فَكَذَلِكَ عَدَلَ إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) ، أَيْ : إِنَّ الْفَرِيقَ الضَّالَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ ) أَنْصَارًا وَأَعْوَانًا يَتَوَلَّوْنَهُمْ وَيَنْتَصِرُونَ بِهِمْ كَقَوْلِ بَعْضِهِمْ : اعْلُ هُبَلُ اعْلُ هُبَلُ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ حَقِيقَةُ الشَّيَاطِينِ فَهُمْ يُعِينُونَهُمْ عَلَى كُفْرِهِمْ وَالضَّالُّونَ يَتَوَلَّوْنَهُمْ بِانْقِيَادِهِمْ إِلَى وَسْوَسَتِهِمْ ، وَقِيلَ : الشَّيَاطِينُ أَحْبَارُهُمْ وَكُبَرَاؤُهُمْ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : وَهَذِهِ الْآيَةُ دَلِيلٌ عَلَى خَطَأِ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُعَذِّبُ أَحَدًا عَلَى مَعْصِيَةٍ رَكِبَهَا ، أَوْ ضَلَالَةٍ اعْتَقَدَهَا إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهَا عَلَى عِلْمٍ مِنْهُ بِمَوْضِعِ الصَّوَابِ . انْتَهَى . وَوَجْهُ الدَّلَالَةِ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=30وَيَحْسَبُونَ ) ، وَالْمَحْسَبَةُ الظَّنُّ لَا الْعِلْمُ ، وَقَرَأَ
الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، وَسَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ ،
[ ص: 289 ] وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ : أَنَّهُمُ اتَّخَذُوا . بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَهُوَ تَعْلِيلٌ لِحَقِّ الضَّلَالَةِ عَلَيْهِمْ ، وَالْعَكْسُ يَحْتَمِلُ التَّعْلِيلَ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَيْ : تَوَلَّوْهُمْ بِالطَّاعَةِ فِيمَا أَمَرُوهُمْ بِهِ ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ عِلْمَ اللَّهِ تَعَالَى لَا أَثَرَ لَهُ فِي ضَلَالِهِمْ ، وَأَنَّهُمْ هُمُ الضَّالُّونَ بِاخْتِيَارِهِمْ وَتَوَلِّيهِمُ الشَّيَاطِينَ دُونَ اللَّهِ تَعَالَى . انْتَهَى . وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةِ الِاعْتِزَالِ .