nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=58والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=60قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=61قال ياقوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=62أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=63أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=64فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=65وإلى عاد أخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=66قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=67قال ياقوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=68أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=69أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=71قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=72فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=73وإلى ثمود أخاهم صالحا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=74واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=75قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=76قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=77فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا ياصالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=78فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=79فتولى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=80ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=81إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=82وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=83فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=84وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=85وإلى مدين أخاهم شعيبا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين
أقل الشيء : حمله ورفعه من غير مشقة ، ومنه إقلال البطن عن الفخذ في الركوع والسجود ومنه القلة ؛ لأن البعير يحملها من غير مشقة وأصله من القلة فكان المقل يرى ما يرفعه قليلا واستقل به أقله ، السوق حمل الشيء بعنف . النكد العسر القليل . قال الشاعر :
[ ص: 315 ] لا تنجز الوعد إن وعدت وإن أعطيت أعطيت تافها نكدا
ونكد الرجل سئل إلحافا وأخجل . قال الشاعر :
وأعط ما أعطيته طيبا لا خير في المنكود والناكد
الآلاء : النعم واحدها إلى كمعى . أنشد
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج :
أبيض لا يرهب الهزال ولا يقطع رحما ولا يخون إلى
وإلى بمعنى الوقت ، أو ألى كقفا وألي كحسي ، أو إلو كجرو ، وقع ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15409النضر بن شميل قرع وصدر كوقوع الميقعة ، وقال غيره : نزل والواقعة النازلة من الشدائد ، والوقائع الحروب والميقعة المطرقة . قال بعض أدبائنا :
ذو الفضل كالتبر طورا تحت ميقعة وتارة في ذرى تاج على ملك
ثمود اسم قبيلة سميت باسم أبيها ويأتي ذكره في التفسير إن شاء الله . الناقة الأنثى من الجمال وألفها منقلبة عن الواو وجمعها في القلة أنوق ، وأنيق ، وفيه القلب والإبدال ، وفي الكثرة نياق ونوق واستنوق الجمل إذا صار يشبه الناقة . السهل ما لان من الأرض وانخفض وهو ضد الحزن . القصر الدار التي قصرت على بقعة من الأرض مخصوصة بخلاف بيوت العمود سمي بذلك لقصور الناس عن ارتقائه ، أو لقصور عامتهم عن بنائه . النحت : النجر والنشر في الشيء الصلب كالحجر والخشب . قال الشاعر :
أما النهار ففي قيد وسلسلة والليل في بطن منحوت من الساج
عقرت الناقة : قتلتها فهي معقورة وعقير ، ومنه من عقر جواده . قاله
ابن قتيبة . وقال
الأزهري العقر عند العرب كشف عرقوب البعير ، ولما كان سببا للنحر أطلق العقر على النحر إطلاقا لاسم السبب على المسبب وإن لم يكن هناك قطع للعرقوب . قال
امرؤ القيس :
ويوم عقرت للعذارى مطيتي فيا عجبا من كورها المتحمل
وقال غيره : والعقر بمعنى الجرح . قال :
تقول وقد مال الغبيط بنا معا عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
عتا يعتو عتوا : استكبر . الرجفة الطامة التي يرجف لها الإنسان ، أي : يتزعزع ويضطرب ويرتعد ، ومنه ترجف بوادره وأصل الرجف الاضطراب رجفت الأرض ، والبحر رجاف لاضطرابه ، وأرجف الناس بالشر خاضوا فيه واضطربوا ، ومنه الأراجيف ، ورجف بهم الجبل . قال الشاعر :
ولما رأيت الحج قد حان وقته وظلت جمال القوم بالحي ترجف
الجثوم : اللصوق بالأرض على الصدر مع قبض الساقين كما يرقد الأرنب والطير . غبر : بقي . قال
أبو ذؤيب :
فغبرت بعدهم بعيش ناضب وإخال أني لاحق مستتبع
هذا المشهور في اللغة ، ومنه غبر الحيض . قال
أبو بكر الهذلي :
ومبرأ من كل غبر حيضة وفساد مرضعة وداء مغيل
وغبر اللبن في الضرع بقيته ، وحكى أهل اللغة غبر بمعنى مضى ، قال
الأعشى :
عض بما ألقى المواسي له من أمه في الزمن الغابر
وبمعنى غاب ، ومنه غبر عنا زمانا ، أي : غاب . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، وقال
أبو عبيدة غبر عمر دهرا طويلا حتى
[ ص: 316 ] هرم ، المطر معروف ، وقال
أبو عبيد يقال في الرحمة مطر وفي العذاب أمطر ، وهذا معارض بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24هذا عارض ممطرنا ) فإنهم لم يريدوا إلا الرحمة وكلاهما متعد ، يقال مطرتهم السماء وأمطرتهم ،
شعيب : اسم نبي ، وسيأتي ذكر نسبه في التفسير إن شاء الله .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ) لما ذكر تعالى الدلائل على كمال إلهيته وقدرته وعلمه من العالم العلوي أتبعهما بالدلائل من العالم السفلي وهي محصورة في آثار العالم العلوي ، ومنها الريح والسحاب والمطر وفي المعدن والنبات والحيوان ، ويترتب على نزول المطر أحوال النبات وذلك هو المذكور في الآية وانجر مع ذلك الدلالة على صحة الحشر والنشر والبعث والقيامة ، وانتظمت هاتان الآيتان محصلتين المبدأ والمعاد وجعل الخبر موصولا في أن ربكم الله الذي ، وفي وهو الذي دلالة على كون ذلك معهودا عند السامع مفروغا من تحقق النسبة فيه والعلم به ولم يأت التركيب إن ربكم خلق ولا وهو يرسل الرياح ، وقرأ ( الرياح نشرا ) جمعين وبضم الشين جمع ناشر على النسب ، أي : ذات نشر من الطي كلابن وتامر وقالوا نازل ونزل وشارف وشرف ، وهو جمع نادر في فاعل ، أو نشور من الحياة ، أو جمع نشور كصبور وصبر وهو جمع مقيس لا جمع نشور بمعنى منشور ، خلافا لمن أجاز ذلك ؛ لأن فعولا كركوب بمعنى مركوب لا ينقاس ومع كونه لا ينقاس لا يجمع على فعل :
الحسن ،
والسلمي ، وأبو رجاء ، واختلف عنهم
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ، وأبو جعفر ، وشيبة ،
وعيسى بن عمر ، وأبو يحيى ، وأبو نوفل الأعرابيان ،
ونافع ،
وأبو عمرو ، وقرأ كذلك جمعا إلا أنهم سكنوا الشين تخفيفا من الضم كرسل -
عبد الله ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وزر ، وابن وثاب والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة بن مصرف nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ومسروق ،
وابن عامر ، وقرأ نشرا بفتح النون والشين مسروق فيما حكى عنه
أبو الفتح ، وهو اسم جمع كغيب ونشئ في غائبة وناشئة ، وقرأ
ابن كثير الريح مفردا نشرا بالنون وضمها وضم الشين فاحتمل نشرا أن يكون جمعا حالا من المفرد ؛ لأنه أريد به الجنس كقولهم : العرب هم البيض واحتمل أن يكون مفردا كناقة سرح ، وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080، والكسائي : نشرا ، بفتح النون وسكون الشين مصدرا كنشر خلاف طوى ، أو كنشر بمعنى حي ، من قولهم أنشر الله الموتى فنشروا ، أي : حيوا . قال الشاعر :
حتى يقول الناس مما رأوا يا عجبا للميت الناشر
وقرأ ( الرياح ) جمعا
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والسلمي nindex.php?page=showalam&ids=12356، وابن أبي عبلة ( بشرا ) بضم الباء والشين ورويت عن
عاصم وهو جمع بشيرة كنذيرة ونذر ، وقرأ
عاصم كذلك إلا أنه سكن الشين تخفيفا من الضم ، وقرأ
السلمي أيضا ( بشرا ) بفتح الباء وسكون الشين ، وهو مصدر بشر المخفف ، ورويت عن
عاصم ، وقرأ
ابن السميفع ، وابن قطيب : بشرى ، بألف مقصورة كرجعى ، وهو مصدر فهذه ثماني قراءات أربعة في النون وأربع في الباء ، فمن قرأ بالباء جمعا ، أو مصدرا بألف التأنيث ففي موضع الحال من المفعول ، أو مصدرا بغير ألف التأنيث فيحتمل ذلك ، ويحتمل أن يكون حالا من الفاعل ومن قرأ بالنون جمعا ، أو اسم جمع فحال من المفعول ، أو مصدرا فيحتمل أن يكون حالا من الفاعل ، وأن يكون حالا من المفعول ، أو مصدرا ليرسل من المعنى ؛ لأن إرسالها هو إطلاقها وهو بمعنى النشر فكأنه قيل بنشر الرياح نشرا ووصف الريح بالنشر بأحد معنيين بخلاف الطي وبالحياة ، قال
أبو عبيدة في النشر : إنها المتفرقة في الوجوه ، وقال الشاعر في وصف الريح بالإحياء والموت :
وهبت له ريح الجنوب وأحييت له ريدة يحيي المياه نسيمها
والريدة والمريد أنه الريح . وقال الآخر :
[ ص: 317 ] إني لأرجو أن تموت الريح فأقعد اليوم وأستريح
ومعنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57بين يدي رحمته ) أما نعمته وهو المطر الذي هو من أجل النعم وأحسنها أثرا والتعيين عن إمام الرحمة بقوله : ( بين يدي ) من مجاز الاستعارة إذ الحقيقة هو ما بين يدي الإنسان من الإحرام وقال
الكرماني : قال هنا ( يرسل ) ؛ لأن قبل ذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56وادعوه خوفا وطمعا ) فهما في المستقبل فناسبه المستقبل وفي الفرقان وفاطر ( أرسل ) ؛ لأن قبله (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ) وبعده (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53وهو الذي مرج ) وكذا في الروم (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=46ومن آياته أن يرسل ) ليوافق ما قبله من المستقبل وفي فاطر قبله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة ) وذلك ماض فناسبه الماضي . انتهى ملخصا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت ) . هذه غاية لإرسال الرياح ، والمعنى : أنه تعالى يرسل الرياح مبشرات ، أو مبشرات إلى سوق السحاب وقت إقلاله إلى بلد ميت ، والسحاب اسم جنس بينه وبين مفرده تاء التأنيث فيذكر كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164والسحاب المسخر ) كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ) ويؤنث ويوصف ويخبر عنه بالجمع كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12وينشئ السحاب الثقال ) وكقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10والنخل باسقات ) وثقله بالماء الذي فيه ، ونسب السوق إليه تعالى بنون العظمة التفافا لما فيه من عظيم المنة ، وذكر الضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57سقناه ) رعيا للفظ كما قلنا إنه يذكر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي يرسل تعالى الرياح فتأتي السحاب من بين الخافقين طرف السماء والأرض حيث يلتقيان فيخرجه من ثم ، ثم ينتشر ويبسطه في السماء وتفتح أبواب السماء ويسيل الماء على السحاب ، ثم يمطر السحاب بعد ذلك قال : وهذا التفصيل لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . انتهى . ومذهب أهل الحق أن الله تعالى هو الذي يسخر الرياح ويصرفها حيث أراد بمشيئته ، وتقديره لا مشارك له في ذلك ، وللفلاسفة كيفية في حصول الرياح ، ذكرها
أبو عبد الله الرازي وأبطلها من وجوه أربعة يوقف عليها في كلامه وللمنجمين أيضا كلام في ذلك أبطله ، وقال في آخره : فثبت بهذا البرهان أن محرك الرياح هو الله تعالى وثبت بالدليل العقلي صحة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57وهو الذي يرسل الرياح ) .
وعن
ابن عمران : الرياح ثمان ، أربع منها عذاب هي : القاصف والعاصف والصرصر والعقيم وأربع منها رحمة : الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات ، واللام في (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57لبلد ) عندي لام التبليغ كقولك قلت لك ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : لأجل بلد فجعل اللام لام العلة ولا يظهر فرق بين قولك سقت لك مالا وسقت لأجلك مالا فإن الأول معناه أوصلته لك وأبلغتكه والثاني لا يلزم منه وصوله إليه ، بل قد يكون الذي وصل له الماء غير الذي علل به السوق ، ألا ترى إلى صحة قول القائل لأجل زيد سقت لك مالك . ووصف البلد بالموت استعارة حسنة لجدبه وعدم نباته ، كأنه من حيث عدم الانتفاع به كالجسد الذي لا روح فيه ، ولما كان ذلك موضع قرب رحمة الله وإظهار إحسانه ذكر أخص الأرض ، وهو البلد حيث مجتمع الناس ومكان استقرارهم ، ولما كان في سورة يس المقصد إظهار الآيات العظيمة الدالة على البعث ، جاء التركيب باللفظ العام ، وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=33وآية لهم الأرض الميتة ) وبعده (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=37وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=41وآية لهم أنا حملنا ذريتهم ) وسكن ياء الميت
عاصم ، وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57فأنزلنا به الماء ) ، الظاهر أن الباء ظرفية ، والضمير عائد على بلد ميت ، أي : فأنزلنا فيه الماء ، وهو أقرب مذكور
[ ص: 318 ] ويحسن عوده إليه فلا يجعل لأبعد مذكور ، وقيل : الباء سببية والضمير عائد على السحاب . وقيل : عائد على المصدر المفهوم من سقناه ، فالتقدير : بالسحاب ، أو بالسوق ، والثالث ضعيف ؛ لأنه عائد على غير مذكور مع وجود المذكور وصلاحيته للعود عليه . وقيل : عائد على السحاب ، والباء بمعنى من ، أي : فأنزلنا منه الماء كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6يشرب بها عباد الله ) ، أي : منها ، وهذا ليس بجيد ؛ لأنه تضمين من الحروف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57فأخرجنا به من كل الثمرات ) الخلاف في ( به ) كالخلاف السابق في به . وقيل : الأول عائد على السحاب ، والثاني على البلد ، عدل عن كناية إلى كناية من غير فاصل كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25الشيطان سول لهم وأملى لهم ) وفاعل أملى لهم الله تعالى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون ) ، أي : مثل هذا الإخراج نخرج الموتى من قبورهم أحياء إلى الحشر ، لعلكم تذكرون بإخراج الثمرات وإنشائها خروجكم للبعث إذ الإخراجات سواء ، فهذا الإخراج المشاهد نظير الإخراج الموعود به . خرج
البيهقي وغيره عن
رزين العقيلي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374424قلت : يا رسول الله كيف يعيد الله الخلق وما آية ذلك في خلقه ؟ قال : أما مررت بوادي قومك جدبا ، ثم مررت به خضرا قال : نعم . قال : فتلك آية الله في خلقه . انتهى . وهل التشبيه في مطلق الإخراج ، ودلالة إخراج الثمرات على القدرة في إخراج الأموات أم في كيفية الإخراج ، وأنه ينزل مطر عليهم فيحيون كما ينزل المطر على البلد الميت فيحيا نباته احتمالان ، وقد روي : عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه يمطر عليهم من ماء تحت العرش يقال له ماء الحيوان أربعين سنة فينبتون كما ينبت الزرع فإذا كملت أجسامهم نفخ فيها الروح ، ثم يلقي عليهم نومة فينامون فإذا نفخ في الصور الثانية قاموا وهم يجدون طعم النوم فيقولون يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فيناديهم المنادي : هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=58وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=60قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=61قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=62أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=63أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=64فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=65وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=66قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=67قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=68أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=69أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=71قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=72فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=73وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=74وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=75قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=76قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=77فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=78فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=79فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=80وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=81إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=82وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=83فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=84وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=85وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
أَقَلَّ الشَّيْءَ : حَمَلَهُ وَرَفَعَهُ مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ ، وَمِنْهُ إِقْلَالُ الْبَطْنِ عَنِ الْفَخِذِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَمِنْهُ الْقُلَّةُ ؛ لِأَنَّ الْبَعِيرَ يَحْمِلُهَا مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ وَأَصْلُهُ مِنَ الْقُلَّةِ فَكَانَ الْمُقِلُّ يَرَى مَا يَرْفَعُهُ قَلِيلًا وَاسْتَقَلَّ بِهِ أَقَلَّهُ ، السَّوْقُ حَمْلُ الشَّيْءِ بِعُنْفٍ . النَّكِدُ الْعُسْرُ الْقَلِيلُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
[ ص: 315 ] لَا تُنْجِزُ الْوَعْدَ إِنْ وَعَدْتَ وَإِنْ أَعْطَيْتَ أَعْطَيْتَ تَافِهًا نَكِدًا
وَنَكِدَ الرَّجُلُ سُئِلَ إِلْحَافًا وَأُخْجِلَ . قَالَ الشَّاعِرُ :
وَأَعْطِ مَا أَعْطَيْتَهُ طَيِّبًا لَا خَيْرَ فِي الْمَنْكُودِ وَالنَّاكِدِ
الْآلَاءُ : النِّعَمُ وَاحِدُهَا إِلًى كَمِعًى . أَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ :
أَبْيَضُ لَا يَرْهَبُ الْهُزَالَ وَلَا يَقْطَعُ رُحْمًا وَلَا يَخُونُ إِلًى
وَإِلَى بِمَعْنَى الْوَقْتِ ، أَوْ أَلًى كَقَفًا وَأَلْي كَحَسْيٍ ، أَوْ إِلْوٌ كَجِرْوٍ ، وَقَعَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15409النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَرَعَ وَصَدَرَ كَوُقُوعِ الْمِيقَعَةِ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : نَزَلَ وَالْوَاقِعَةُ النَّازِلَةُ مِنَ الشَّدَائِدِ ، وَالْوَقَائِعُ الْحُرُوبُ وَالْمِيقَعَةُ الْمِطْرَقَةُ . قَالَ بَعْضُ أُدَبَائِنَا :
ذُو الْفَضْلِ كَالتِّبْرِ طَوْرًا تَحْتَ مِيقَعَةٍ وَتَارَةً فِي ذُرَى تَاجٍ عَلَى مَلِكٍ
ثَمُودُ اسْمُ قَبِيلَةٍ سُمِّيَتْ بِاسْمِ أَبِيهَا وَيَأْتِي ذِكْرُهُ فِي التَّفْسِيرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . النَّاقَةُ الْأُنْثَى مِنَ الْجِمَالِ وَأَلِفُهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْوَاوِ وَجَمْعُهَا فِي الْقِلَّةِ أَنْوُقٌ ، وَأَنْيُقٌ ، وَفِيهِ الْقَلْبُ وَالْإِبْدَالُ ، وَفِي الْكَثْرَةِ نِيَاقٌ وَنُوقٌ وَاسْتَنْوَقَ الْجَمَلُ إِذَا صَارَ يُشْبِهُ النَّاقَةَ . السَّهْلُ مَا لَانَ مِنَ الْأَرْضِ وَانْخَفَضَ وَهُوَ ضِدُّ الْحَزْنِ . الْقَصْرُ الدَّارُ الَّتِي قُصِرَتْ عَلَى بُقْعَةٍ مِنَ الْأَرْضِ مَخْصُوصَةٍ بِخِلَافِ بُيُوتِ الْعَمُودِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقُصُورِ النَّاسِ عَنِ ارْتِقَائِهِ ، أَوْ لِقُصُورِ عَامَّتِهِمْ عَنْ بِنَائِهِ . النَّحْتُ : النَّجْرُ وَالنَّشْرُ فِي الشَّيْءِ الصُّلْبِ كَالْحَجَرِ وَالْخَشَبِ . قَالَ الشَّاعِرُ :
أَمَّا النَّهَارُ فَفِي قَيْدٍ وَسِلْسِلَةٍ وَاللَّيْلُ فِي بَطْنٍ مَنْحُوتٍ مِنَ السَّاجِ
عَقَرْتَ النَّاقَةَ : قَتَلْتَهَا فَهِيَ مَعْقُورَةٌ وَعَقِيرٌ ، وَمِنْهُ مَنْ عَقَرَ جَوَادَهُ . قَالَهُ
ابْنُ قُتَيْبَةَ . وَقَالَ
الْأَزْهَرِيُّ الْعَقْرُ عِنْدَ الْعَرَبِ كَشْفُ عُرْقُوبِ الْبَعِيرِ ، وَلَمَّا كَانَ سَبَبًا لِلنَّحْرِ أُطْلِقَ الْعَقْرُ عَلَى النَّحْرِ إِطْلَاقًا لِاسْمِ السَّبَبِ عَلَى الْمُسَبِّبِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ قَطْعٌ لِلْعُرْقُوبِ . قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتِي فَيَا عَجَبًا مِنْ كَوْرِهَا الْمُتَحَمَّلِ
وَقَالَ غَيْرُهُ : وَالْعَقْرُ بِمَعْنَى الْجَرْحِ . قَالَ :
تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الْغَبِيطُ بِنَا مَعًا عَقَرْتَ بِعِيرِي يَا امْرَأَ الْقَيْسِ فَانْزِلِ
عَتَا يَعْتُو عُتُوًّا : اسْتَكْبَرَ . الرَّجْفَةُ الطَّامَّةُ الَّتِي يَرْجُفُ لَهَا الْإِنْسَانُ ، أَيْ : يَتَزَعْزَعُ وَيَضْطَرِبُ وَيَرْتَعِدُ ، وَمِنْهُ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ وَأَصْلُ الرَّجْفِ الِاضْطِرَابُ رَجَفَتِ الْأَرْضُ ، وَالْبَحْرُ رَجَّافٌ لِاضْطِرَابِهِ ، وَأَرْجَفَ النَّاسُ بِالشَّرِّ خَاضُوا فِيهِ وَاضْطَرَبُوا ، وَمِنْهُ الْأَرَاجِيفُ ، وَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
وَلَمَّا رَأَيْتُ الْحَجَّ قَدْ حَانَ وَقْتُهُ وَظَلَّتْ جِمَالُ الْقَوْمِ بِالْحَيِّ تَرْجُفُ
الْجُثُومُ : اللُّصُوقُ بِالْأَرْضِ عَلَى الصَّدْرِ مَعَ قَبْضِ السَّاقَيْنِ كَمَا يَرْقُدُ الْأَرْنَبُ وَالطَّيْرُ . غَبَرَ : بَقِيَ . قَالَ
أَبُو ذُؤَيْبٍ :
فَغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بِعَيْشٍ نَاضِبٍ وَإِخَالُ أَنِّي لَاحِقٌ مُسْتَتْبَعُ
هَذَا الْمَشْهُورُ فِي اللُّغَةِ ، وَمِنْهُ غَبَرَ الْحَيْضُ . قَالَ
أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ :
وَمُبَرَّأٌ مِنْ كُلِّ غُبَّرِ حَيْضَةٍ وَفَسَادِ مُرْضِعَةٍ وَدَاءٍ مُغِيلِ
وَغُبْرُ اللَّبَنِ فِي الضَّرْعِ بَقِيَّتُهُ ، وَحَكَى أَهْلُ اللُّغَةِ غَبَرَ بِمَعْنَى مَضَى ، قَالَ
الْأَعْشَى :
عَضَّ بِمَا أَلْقَى الْمُوَاسِي لَهُ مِنْ أُمِّهِ فِي الزَّمَنِ الْغَابِرِ
وَبِمَعْنَى غَابَ ، وَمِنْهُ غَبَرَ عَنَّا زَمَانًا ، أَيْ : غَابَ . قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ غَبَرَ عُمَرُ دَهْرًا طَوِيلًا حَتَّى
[ ص: 316 ] هَرِمَ ، الْمَطَرُ مَعْرُوفٌ ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ يُقَالُ فِي الرَّحْمَةِ مَطَرٌ وَفِي الْعَذَابِ أَمْطَرَ ، وَهَذَا مَعَارَضٌ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) فَإِنَّهُمْ لَمْ يُرِيدُوا إِلَّا الرَّحْمَةَ وَكِلَاهُمَا مُتَعَدٍّ ، يُقَالُ مَطَرَتْهُمُ السَّمَاءُ وَأَمْطَرَتْهُمْ ،
شُعَيْبٌ : اسْمُ نَبِيٍّ ، وَسَيَأْتِي ذِكْرُ نَسَبِهِ فِي التَّفْسِيرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ) لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى الدَّلَائِلَ عَلَى كَمَالِ إِلَهِيَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَعِلْمِهِ مِنَ الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ أَتْبَعَهُمَا بِالدَّلَائِلِ مِنَ الْعَالَمِ السُّفْلِيِّ وَهِيَ مَحْصُورَةٌ فِي آثَارِ الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ ، وَمِنْهَا الرِّيحُ وَالسَّحَابُ وَالْمَطَرُ وَفِي الْمَعْدِنِ وَالنَّبَاتِ وَالْحَيَوَانِ ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَى نُزُولِ الْمَطَرِ أَحْوَالُ النَّبَاتِ وَذَلِكَ هُوَ الْمَذْكُورُ فِي الْآيَةِ وَانْجَرَّ مَعَ ذَلِكَ الدَّلَالَةُ عَلَى صِحَّةِ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ وَالْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ ، وَانْتَظَمَتْ هَاتَانِ الْآيَتَانِ مُحَصِّلَتَيْنِ الْمَبْدَأَ وَالْمَعَادَ وَجُعِلَ الْخَبَرُ مَوْصُولًا فِي أَنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي ، وَفِي وَهُوَ الَّذِي دَلَالَةٌ عَلَى كَوْنِ ذَلِكَ مَعْهُودًا عِنْدَ السَّامِعِ مَفْرُوغًا مِنْ تَحَقُّقِ النِّسْبَةِ فِيهِ وَالْعِلْمِ بِهِ وَلَمْ يَأْتِ التَّرْكِيبُ إِنَّ رَبَّكُمْ خَلَقَ وَلَا وَهُوَ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ ، وَقَرَأَ ( الرِّيَاحَ نُشُرًا ) جَمْعَيْنِ وَبِضَمِّ الشِّينِ جَمْعُ نَاشِرٍ عَلَى النَّسَبِ ، أَيْ : ذَاتُ نَشْرٍ مِنَ الطَّيِّ كَلَابِنٍ وَتَامِرٍ وَقَالُوا نَازِلٌ وَنُزُلٌ وَشَارِفٌ وَشُرُفٌ ، وَهُوَ جَمْعٌ نَادِرٌ فِي فَاعِلٍ ، أَوْ نُشُورٌ مِنَ الْحَيَاةِ ، أَوْ جَمْعُ نَشُورٍ كَصَبُورٍ وَصُبُرٍ وَهُوَ جَمْعٌ مَقِيسٌ لَا جَمْعُ نُشُورٍ بِمَعْنَى مَنْشُورٍ ، خِلَافًا لِمَنْ أَجَازَ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ فُعُولًا كَرُكُوبٍ بِمَعْنَى مَرْكُوبٍ لَا يَنْقَاسُ وَمَعَ كَوْنِهِ لَا يَنْقَاسُ لَا يُجْمَعُ عَلَى فِعْلٍ :
الْحَسَنُ ،
وَالسُّلَمِيُّ ، وَأَبُو رَجَاءٍ ، وَاخْتَلَفَ عَنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ ، وَشَيْبَةُ ،
وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ ، وَأَبُو يَحْيَى ، وَأَبُو نَوْفَلٍ الْأَعْرَابِيَّانِ ،
وَنَافِعٌ ،
وَأَبُو عَمْرٍو ، وَقَرَأَ كَذَلِكَ جَمْعًا إِلَّا أَنَّهُمْ سَكَّنُوا الشِّينَ تَخْفِيفَا مِنَ الضَّمِّ كَرُسْلٍ -
عَبْدُ اللَّهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ وَزِرٌّ ، وَابْنُ وَثَّابٍ وَالنَّخَعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَمَسْرُوقٌ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ، وَقَرَأَ نَشَرًا بِفَتْحِ النُّونِ وَالشِّينِ مَسْرُوقٌ فِيمَا حَكَى عَنْهُ
أَبُو الْفَتْحِ ، وَهُوَ اسْمُ جَمْعٍ كَغَيَبٍ وَنَشَئٍ فِي غَائِبَةٍ وَنَاشِئَةٍ ، وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ الرِّيحَ مُفْرَدًا نُشُرًا بِالنُّونِ وَضَمِّهَا وَضَمِّ الشِّينِ فَاحْتَمَلَ نُشُرًا أَنْ يَكُونَ جَمْعًا حَالًا مِنَ الْمُفْرَدِ ؛ لِأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ الْجِنْسُ كَقَوْلِهِمْ : الْعَرَبُ هُمُ الْبِيضُ وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ مُفْرَدًا كَنَاقَةٍ سُرُحٍ ، وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080، وَالْكِسَائِيُّ : نَشْرًا ، بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الشِّينِ مَصْدَرًا كَنَشْرٍ خِلَافَ طَوَى ، أَوْ كَنَشَرَ بِمَعْنَى حَيَّ ، مِنْ قَوْلِهِمْ أَنْشَرَ اللَّهُ الْمَوْتَى فَنَشَرُوا ، أَيْ : حَيَوْا . قَالَ الشَّاعِرُ :
حَتَّى يَقُولَ النَّاسُ مِمَّا رَأَوْا يَا عَجَبًا لِلْمَيِّتِ النَّاشِرِ
وَقَرَأَ ( الرِّيَاحَ ) جَمْعًا
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالسُّلَمِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12356، وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ ( بُشُرًا ) بِضَمِّ الْبَاءِ وَالشِّينِ وَرُوِيَتْ عَنْ
عَاصِمٍ وَهُوَ جَمْعُ بَشِيرَةٍ كَنَذِيرَةٍ وَنُذُرٍ ، وَقَرَأَ
عَاصِمٌ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ سَكَّنَ الشِّينَ تَخْفِيفًا مِنَ الضَّمِّ ، وَقَرَأَ
السُّلَمِيُّ أَيْضًا ( بَشْرًا ) بِفَتْحِ الْبَاءِ وَسُكُونِ الشِّينِ ، وَهُوَ مَصْدَرُ بَشَرَ الْمُخَفَّفُ ، وَرُوِيَتْ عَنْ
عَاصِمٍ ، وَقَرَأَ
ابْنُ السَّمَيْفَعِ ، وَابْنُ قُطَيْبٍ : بُشْرَى ، بِأَلِفٍ مَقْصُورَةٍ كَرُجْعَى ، وَهُوَ مَصْدَرٌ فَهَذِهِ ثَمَانِي قِرَاءَاتٍ أَرْبَعَةٌ فِي النُّونِ وَأَرْبَعٌ فِي الْبَاءِ ، فَمَنْ قَرَأَ بِالْبَاءِ جَمْعًا ، أَوْ مَصْدَرًا بِأَلِفِ التَّأْنِيثِ فَفِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الْمَفْعُولِ ، أَوْ مَصْدَرًا بِغَيْرِ أَلِفِ التَّأْنِيثِ فَيُحْتَمَلُ ذَلِكَ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْفَاعِلِ وَمَنْ قَرَأَ بِالنُّونِ جَمْعًا ، أَوِ اسْمَ جَمْعٍ فَحَالٌ مِنَ الْمَفْعُولِ ، أَوْ مَصْدَرًا فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْفَاعِلِ ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْمَفْعُولِ ، أَوْ مَصْدَرًا لِيُرْسِلَ مِنَ الْمَعْنَى ؛ لِأَنَّ إِرْسَالَهَا هُوَ إِطْلَاقُهَا وَهُوَ بِمَعْنَى النَّشْرِ فَكَأَنَّهُ قِيلَ بِنَشْرِ الرِّيَاحِ نَشْرًا وَوَصْفُ الرِّيحِ بِالنَّشْرِ بِأَحَدِ مَعْنَيَيْنِ بِخِلَافِ الطَّيِّ وَبِالْحَيَاةِ ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ فِي النَّشْرِ : إِنَّهَا الْمُتَفَرِّقَةُ فِي الْوُجُوهِ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي وَصْفِ الرِّيحِ بِالْإِحْيَاءِ وَالْمَوْتِ :
وَهَبَّتْ لَهُ رِيحُ الْجَنُوبِ وَأَحْيَيَتْ لَهُ رَيْدَةٌ يُحْيِي الْمِيَاهَ نَسِيمُهَا
وَالرَّيْدَةُ وَالْمُرِيدُ أَنَّهُ الرِّيحُ . وَقَالَ الْآخَرُ :
[ ص: 317 ] إِنِّي لَأَرْجُوَ أَنْ تَمُوتَ الرِّيحُ فَأَقْعُدُ الْيَوْمَ وَأَسْتَرِيحُ
وَمَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ) أَمَّا نِعْمَتُهُ وَهُوَ الْمَطَرُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ وَأَحْسَنِهَا أَثَرًا وَالتَّعْيِينُ عَنْ إِمَامِ الرَّحْمَةِ بِقَوْلِهِ : ( بَيْنَ يَدَيَّ ) مِنْ مَجَازِ الِاسْتِعَارَةِ إِذِ الْحَقِيقَةُ هُوَ مَا بَيْنَ يَدَيِ الْإِنْسَانِ مِنَ الْإِحْرَامِ وَقَالَ
الْكِرْمَانِيُّ : قَالَ هُنَا ( يُرْسِلُ ) ؛ لِأَنَّ قَبْلَ ذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ) فَهُمَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ فَنَاسَبَهُ الْمُسْتَقْبَلُ وَفِي الْفُرْقَانِ وَفَاطِرٍ ( أَرْسَلَ ) ؛ لِأَنَّ قَبْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ) وَبَعْدَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ ) وَكَذَا فِي الرُّومِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=46وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ ) لِيُوَافِقَ مَا قَبْلَهُ مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ وَفِي فَاطِرٍ قَبْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ ) وَذَلِكَ مَاضٍ فَنَاسَبَهُ الْمَاضِي . انْتَهَى مُلَخَّصًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ ) . هَذِهِ غَايَةٌ لِإِرْسَالِ الرِّيَاحِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ تَعَالَى يُرْسِلُ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ ، أَوْ مُبَشِّرَاتٌ إِلَى سَوْقِ السَّحَابِ وَقْتَ إِقْلَالِهِ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ ، وَالسَّحَابُ اسْمُ جِنْسٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُفْرَدِهِ تَاءُ التَّأْنِيثِ فَيُذَكَّرُ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ ) كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ) وَيُؤَنَّثُ وَيُوصَفُ وَيُخْبَرُ عَنْهُ بِالْجَمْعِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ) وَكَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ) وَثَقَّلَهُ بِالْمَاءِ الَّذِي فِيهِ ، وَنَسَبَ السَّوْقَ إِلَيْهِ تَعَالَى بِنُونِ الْعَظَمَةِ الْتِفَافًا لِمَا فِيهِ مِنْ عَظِيمِ الْمِنَّةِ ، وَذَكَرَ الضَّمِيرَ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57سُقْنَاهُ ) رَعْيًا لِلَّفْظِ كَمَا قُلْنَا إِنَّهُ يُذَكَّرُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ يُرْسِلُ تَعَالَى الرِّيَاحَ فَتَأْتِي السَّحَابُ مِنْ بَيْنِ الْخَافِقَيْنِ طَرَفَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَيْثُ يَلْتَقِيَانِ فَيُخْرِجُهُ مِنْ ثَمَّ ، ثُمَّ يَنْتَشِرُ وَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ وَتُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَسِيلُ الْمَاءُ عَلَى السَّحَابِ ، ثُمَّ يُمْطِرُ السَّحَابُ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ : وَهَذَا التَّفْصِيلُ لَمْ يَثْبُتُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . انْتَهَى . وَمَذْهَبُ أَهْلِ الْحَقِّ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي يُسَخِّرُ الرِّيَاحَ وَيَصْرِفُهَا حَيْثُ أَرَادَ بِمَشِيئَتِهِ ، وَتَقْدِيرُهُ لَا مُشَارِكَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، وَلِلْفَلَاسِفَةِ كَيْفِيَّةٌ فِي حُصُولِ الرِّيَاحِ ، ذَكَرَهَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ وَأَبْطَلَهَا مِنْ وُجُوهٍ أَرْبَعَةٍ يُوقَفُ عَلَيْهَا فِي كَلَامِهِ وَلِلْمُنَجِّمِينَ أَيْضًا كَلَامٌ فِي ذَلِكَ أَبْطَلَهُ ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ : فَثَبَتَ بِهَذَا الْبُرْهَانِ أَنَّ مُحَرِّكَ الرِّيَاحِ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى وَثَبَتَ بِالدَّلِيلِ الْعَقْلِيِّ صِحَّةُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ ) .
وَعَنِ
ابْنِ عِمْرَانَ : الرِّيَاحُ ثَمَانٍ ، أَرْبَعٌ مِنْهَا عَذَابٌ هِيَ : الْقَاصِفُ وَالْعَاصِفُ وَالصَّرْصَرُ وَالْعَقِيمُ وَأَرْبَعٌ مِنْهَا رَحْمَةٌ : النَّاشِرَاتُ وَالْمُبَشِّرَاتُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَالذَّارِيَاتُ ، وَاللَّامُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57لِبَلَدٍ ) عِنْدِي لَامُ التَّبْلِيغِ كَقَوْلِكَ قُلْتُ لَكَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : لِأَجْلِ بَلَدٍ فَجَعَلَ اللَّامَ لَامَ الْعِلَّةِ وَلَا يَظْهَرُ فَرْقٌ بَيْنَ قَوْلِكَ سُقْتُ لَكَ مَالًا وَسُقْتُ لِأَجْلِكَ مَالًا فَإِنَّ الْأَوَّلَ مَعْنَاهُ أَوْصَلْتُهُ لَكَ وَأَبْلَغْتُكَهُ وَالثَّانِي لَا يَلْزَمُ مِنْهُ وُصُولُهُ إِلَيْهِ ، بَلْ قَدْ يَكُونُ الَّذِي وَصَلَ لَهُ الْمَاءُ غَيْرَ الَّذِي عُلِّلَ بِهِ السَّوْقُ ، أَلَا تَرَى إِلَى صِحَّةِ قَوْلِ الْقَائِلِ لِأَجْلِ زَيْدٍ سُقْتُ لَكَ مَالَكَ . وَوَصْفُ الْبَلَدِ بِالْمَوْتِ اسْتِعَارَةٌ حَسَنَةٌ لِجَدْبِهِ وَعَدَمِ نَبَاتِهِ ، كَأَنَّهُ مِنْ حَيْثُ عَدَمِ الِانْتِفَاعِ بِهِ كَالْجَسَدِ الَّذِي لَا رُوحَ فِيهِ ، وَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ مَوْضِعَ قُرْبِ رَحْمَةِ اللَّهِ وَإِظْهَارَ إِحْسَانِهِ ذَكَرَ أَخَصَّ الْأَرْضِ ، وَهُوَ الْبَلَدُ حَيْثُ مُجْتَمَعُ النَّاسِ وَمَكَانُ اسْتِقْرَارِهِمْ ، وَلَمَّا كَانَ فِي سُورَةِ يس الْمَقْصِدُ إِظْهَارَ الْآيَاتِ الْعَظِيمَةِ الدَّالَّةِ عَلَى الْبَعْثِ ، جَاءَ التَّرْكِيبُ بِاللَّفْظِ الْعَامِّ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=33وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ ) وَبَعْدَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=37وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=41وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ ) وَسَكَّنَ يَاءَ الْمَيِّتِ
عَاصِمٌ ، وَأَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ ) ، الظَّاهِرُ أَنَّ الْبَاءَ ظَرْفِيَّةٌ ، وَالضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ ، أَيْ : فَأَنْزَلْنَا فِيهِ الْمَاءَ ، وَهُوَ أَقْرَبُ مَذْكُورٍ
[ ص: 318 ] وَيَحْسُنُ عَوْدُهُ إِلَيْهِ فَلَا يُجْعَلُ لِأَبْعَدِ مَذْكُورٍ ، وَقِيلَ : الْبَاءُ سَبَبِيَّةٌ وَالضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى السَّحَابِ . وَقِيلَ : عَائِدٌ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمَفْهُومِ مَنْ سُقْنَاهُ ، فَالتَّقْدِيرُ : بِالسَّحَابِ ، أَوْ بِالسَّوْقِ ، وَالثَّالِثُ ضَعِيفٌ ؛ لِأَنَّهُ عَائِدٌ عَلَى غَيْرِ مَذْكُورٍ مَعَ وُجُودِ الْمَذْكُورِ وَصَلَاحِيَتِهِ لِلْعَوْدِ عَلَيْهِ . وَقِيلَ : عَائِدٌ عَلَى السَّحَابِ ، وَالْبَاءُ بِمَعْنَى مِنْ ، أَيْ : فَأَنْزَلْنَا مِنْهُ الْمَاءَ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ) ، أَيْ : مِنْهَا ، وَهَذَا لَيْسَ بِجَيِّدٍ ؛ لِأَنَّهُ تَضْمِينٌ مِنَ الْحُرُوفِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) الْخِلَافُ فِي ( بِهِ ) كَالْخِلَافِ السَّابِقِ فِي بِهِ . وَقِيلَ : الْأَوَّلُ عَائِدٌ عَلَى السَّحَابِ ، وَالثَّانِي عَلَى الْبَلَدِ ، عَدَلَ عَنْ كِنَايَةٍ إِلَى كِنَايَةٍ مِنْ غَيْرِ فَاصِلٍ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ) وَفَاعِلُ أَمْلَى لَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، أَيْ : مِثْلُ هَذَا الْإِخْرَاجِ نُخْرِجُ الْمَوْتَى مِنْ قُبُورِهِمْ أَحْيَاءً إِلَى الْحَشْرِ ، لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ بِإِخْرَاجِ الثَّمَرَاتِ وَإِنْشَائِهَا خُرُوجَكُمْ لِلْبَعْثِ إِذِ الْإِخْرَاجَاتُ سَوَاءٌ ، فَهَذَا الْإِخْرَاجُ الْمُشَاهَدُ نَظِيرُ الْإِخْرَاجِ الْمَوْعُودِ بِهِ . خَرَّجَ
الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ
رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374424قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُعِيدُ اللَّهُ الْخَلْقَ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ ؟ قَالَ : أَمَا مَرَرْتَ بِوَادِي قَوْمِكَ جَدْبًا ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ خَضِرًا قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَتِلْكَ آيَةُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ . انْتَهَى . وَهَلِ التَّشْبِيهُ فِي مُطْلَقِ الْإِخْرَاجِ ، وَدَلَالَةُ إِخْرَاجِ الثَّمَرَاتِ عَلَى الْقُدْرَةِ فِي إِخْرَاجِ الْأَمْوَاتِ أَمْ فِي كَيْفِيَّةِ الْإِخْرَاجِ ، وَأَنَّهُ يَنْزِلُ مَطَرٌ عَلَيْهِمْ فَيَحْيَوْنَ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ عَلَى الْبَلَدِ الْمَيِّتِ فَيَحْيَا نَبَاتُهُ احْتِمَالَانِ ، وَقَدْ رُوِيَ : عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ يُمْطِرُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَاءٍ تَحْتَ الْعَرْشِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَوَانِ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الزَّرْعُ فَإِذَا كَمُلَتْ أَجْسَامُهُمْ نَفَخَ فِيهَا الرُّوحَ ، ثُمَّ يُلْقِي عَلَيْهِمْ نَوْمَةً فَيَنَامُونَ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ الثَّانِيَةِ قَامُوا وَهُمْ يَجِدُونَ طَعْمَ النَّوْمِ فَيَقُولُونَ يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا فَيُنَادِيهِمُ الْمُنَادِي : هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ .