nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=170والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين . الظاهر أن الكتاب هو السابق ذكره في : ورثوا الكتـاب فيجيء الخلاف فيه كالخلاف في ذلك ، وهو مبني على المراد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=169خلف ورثوا ، وقيل : الكتاب هنا للجنس أي الكتب الإلهية ، والتمسك بالكتاب يستلزم إقامة الصلاة لكنها أفردت بالذكر تعظيما لشأنها ; لأنها عماد الدين ، بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة ، وقرأ
عمر وأبو العالية وأبو بكر عن
عاصم : يمسكون من أمسك ، والجمهور : يمسكون مشددا
[ ص: 418 ] من مسك وهما لغتان جمع بينهما
كعب بن زهير فقال :
فما تمسك بالعهد الذي زعمت إلا كما يمسك الماء الغرابيل
وأمسك متعد قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=65ويمسك السماء أن تقع على الأرض فالمفعول هنا محذوف أي يمسكون أعمالهم ، أي : يضبطونها ، والباء على هذا تحتمل الحالية والآلة ، ومسك مشدد بمعنى تمسك ، والباء معها للآلة ، وفعل تأتي بمعنى تفعل ، نص عليه التصريفيون ، وقرأ
عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش : استمسكوا ، وفي حرف
أبي : تمسكوا بالكتاب ، والظاهر أن قوله : والذين استئناف إخبار ، لما ذكر حال من لم يتمسك بالكتاب ذكر حال من استمسك به ، فيكون والذين على هذا مرفوعا بالابتداء ، وخبره الجملة بعده ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=30إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا إذا جعلنا الرابط هو في من أحسن عملا وهو العموم كذلك هذا يكون الرابط هو العموم في المصلحين ، وقال
الحوفي وأبو البقاء : الرابط محذوف تقديره ، أجر المصلحين اعتراض ، والتقدير : مأجورون أو نأجرهم . انتهى ، ولا ضرورة إلى ادعاء الحذف ، وأجاز
أبو البقاء أن يكون الرابط هو : المصلحين ، وضعه موضع المضمر ، أي لا نضيع أجرهم ، انتهى ، وهذا على مذهب
الأخفش حيث أجاز الرابط بالظاهر إذا كان هو المبتدأ ، فأجاز زيد قام أبو عمرو ، إذا كان أبو عمرو كنية زيد ، كأنه قال : زيد أي هو ، وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن يكون : والذين في موضع جر عطفا على : الذين يتقون ولم يذكر
ابن عطية غيره ، والاستئناف هو الظاهر كما قلنا .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=170وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ . الظَّاهِرُ أَنَّ الْكِتَابَ هُوَ السَّابِقُ ذِكْرُهُ فِي : وَرِثُوا الْكِتَـابَ فَيَجِيءُ الْخِلَافُ فِيهِ كَالْخِلَافِ فِي ذَلِكَ ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْمُرَادِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=169خَلْفٌ وَرِثُوا ، وَقِيلَ : الْكِتَابُ هُنَا لِلْجِنْسِ أَيِ الْكُتُبُ الْإِلَهِيَّةُ ، وَالتَّمَسُّكُ بِالْكِتَابِ يَسْتَلْزِمُ إِقَامَةَ الصَّلَاةِ لَكِنَّهَا أُفْرِدَتْ بِالذِّكْرِ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهَا ; لِأَنَّهَا عِمَادُ الدِّينِ ، بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلَاةِ ، وَقَرَأَ
عُمَرُ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ : يُمْسِكُونَ مِنْ أَمْسَكَ ، وَالْجُمْهُورُ : يُمَسِّكُونَ مُشَدَّدًا
[ ص: 418 ] مِنْ مَسَّكَ وَهُمَا لُغَتَانِ جَمَعَ بَيْنَهُمَا
كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ فَقَالَ :
فَمَا تَمَسَّكُ بِالْعَهْدِ الَّذِي زَعَمَتْ إِلَّا كَمَا يُمْسِكُ الْمَاءَ الْغَرَابِيلُ
وَأَمْسَكَ مُتَعَدٍّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=65وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ فَالْمَفْعُولُ هُنَا مَحْذُوفٌ أَيْ يُمْسِكُونَ أَعْمَالَهُمْ ، أَيْ : يَضْبُطُونَهَا ، وَالْبَاءُ عَلَى هَذَا تَحْتَمِلُ الْحَالِيَّةَ وَالْآلَةَ ، وَمَسَّكَ مُشَدَّدٌ بِمَعْنَى تَمَسَّكَ ، وَالْبَاءُ مَعَهَا لِلْآلَةِ ، وَفَعَّلَ تَأْتِي بِمَعْنَى تَفَعَّلَ ، نَصَّ عَلَيْهِ التَّصْرِيفِيُّونَ ، وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ : اسْتَمْسَكُوا ، وَفِي حَرْفِ
أُبَيٍّ : تَمَسَّكُوا بِالْكِتَابِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ : وَالَّذِينَ اسْتِئْنَافُ إِخْبَارٍ ، لَمَّا ذَكَرَ حَالَ مَنْ لَمْ يَتَمَسَّكْ بِالْكِتَابِ ذَكَرَ حَالَ مَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ ، فَيَكُونُ وَالَّذِينَ عَلَى هَذَا مَرْفُوعًا بِالِابْتِدَاءِ ، وَخَبَرُهُ الْجُمْلَةُ بَعْدَهُ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=30إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا إِذَا جَعَلْنَا الرَّابِطَ هُوَ فِي مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا وَهُوَ الْعُمُومُ كَذَلِكَ هَذَا يَكُونُ الرَّابِطُ هُوَ الْعُمُومُ فِي الْمُصْلِحِينَ ، وَقَالَ
الْحَوْفِيُّ وَأَبُو الْبَقَاءِ : الرَّابِطُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ ، أَجْرُ الْمُصْلِحِينَ اعْتِرَاضٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : مَأْجُورُونَ أَوْ نَأْجُرُهُمْ . انْتَهَى ، وَلَا ضَرُورَةَ إِلَى ادِّعَاءِ الْحَذْفِ ، وَأَجَازَ
أَبُو الْبَقَاءِ أَنْ يَكُونَ الرَّابِطُ هُوَ : الْمُصْلِحِينَ ، وَضَعَهُ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ ، أَيْ لَا نُضِيعُ أَجْرَهُمُ ، انْتَهَى ، وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ
الْأَخْفَشِ حَيْثُ أَجَازَ الرَّابِطَ بِالظَّاهِرِ إِذَا كَانَ هُوَ الْمُبْتَدَأُ ، فَأَجَازَ زَيْدٌ قَامَ أَبُو عَمْرٍو ، إِذَا كَانَ أَبُو عَمْرٍو كُنْيَةَ زَيْدٍ ، كَأَنَّهُ قَالَ : زَيْدٌ أَيْ هُوَ ، وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنْ يَكُونَ : وَالَّذِينَ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ عَطْفًا عَلَى : الَّذِينَ يَتَّقُونَ وَلَمْ يَذْكُرِ
ابْنُ عَطِيَّةَ غَيْرَهُ ، وَالِاسْتِئْنَافُ هُوَ الظَّاهِرُ كَمَا قُلْنَا .