nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28979يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=20يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=21ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=22إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=23ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=24يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=26واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=27يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=28واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=29يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=31وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=35وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=36إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=38قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين قال
الليث : الجماعة يمشون إلى عدوهم هو الزحف . قال
الأعشى :
لمن الظعائن سيرهن تزحف منك السفين إذا تقاعس تجرف
وقال
الفراء : الزحف الدنو قليلا ، يقال : زحف إليه يزحف زحفا إذا مشى ، وأزحفت القوم دنوت لقتالهم ، وكذلك تزحف وتزاحف وأزحف لنا عدونا إزحافا صاروا يزحفون لقتالنا ، فازدحف القوم ازدحافا مشى بعضهم إلى بعض ، وقال
ثعلب ، ومنه الزحاف في الشعر ، وهو أن يسقط من الحرفين حرف ويزحف أحدهما إلى الآخر ، وسمي الجيش العرمرم بالزحف لكثرته ، كأنه يزحف إلي يدب دبيبا ، من زحف الصبي إذا دب على أليته قليلا قليلا ، وأصله مصدر زحف ، وقد جمع أزحف على زحوف . وقال
الهذلي يصف منهلا :
[ ص: 474 ] كأن مزاحف الحيات فيه قبيل الصبح آثار السياط
المتحيز المنضم إلى جانب ، وقال
أبو عبيدة : التحيز والتحوز التنحي ، وقال
الليث : ما لك متحوزا إذا لم تستقر على الأرض ، وأصله من الحوز ، وهو الجمع ، يقال : حزته في الطرس فانحاز ، وتحيز انضم واجتمع ، وتحوزت الحية انطوت واجتمعت ، وسمى التنحي تحيزا ; لأن المتنحي عن جانب ينضم عنه ويجتمع إلى غيره ، وتحيز تفيعل ، أصله تحيوز ، اجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت فيها الياء ، وتحوز تفعل ضعفت عينه . الرمي معروف ، ويكون بالسهم والحجر والتراب . المكاء : الصفير . وقال
عنترة :
وخليل غانية تركت مجندلا تمكوا فريصته كشدق الأعلم
أي : تصوت ، ومنه مكت است الدابة إذا نفخت بالريح . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : المكاء الصفير على لحن طائر أبيض بالحجاز يقال له : المكاء ، قال الشاعر :
إذا غرد المكاء في غير روضة فويل لأهل السقاء والحمرات
وقال
أبو عبيدة وغيره : مكا يمكو مكاء إذا صفر ، والكثير في الأصوات أن تكون على فعال كالصراخ والخوار والدعاء والنباح . التصدية : التصفيق ، صدى يصدي تصدية صفق ، وهو فعل من الصدى ، وهو الصوت الركم . قال
الليث : جمعك شيئا فوق شيء حتى تجعله ركاما مركوما كركام الرمل والسحاب . مضى تقدم ، والمصدر المضي .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28979يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار مناسبة هذه الآية لما قبلها أنه تعالى لما أخبر أنه سيلقي الرعب في قلوب الكفار ، وأمر من آمن بضرب فوق أعناقهم وبنانهم حرضهم على الصبر عند مكافحة العدو ونهاهم عن الانهزام ، وانتصب زحفا على الحال ، فقيل من المفعول ، أي : لقيتموهم وهم جمع كثير وأنتم قليل فلا تفروا ، فضلا عن أن تدانوهم في العدد أو تساووهم ; وقيل : من الفاعل ، أي : وأنتم زحف من الزحوف ، وكان ذلك إشعارا بما سيكون منهم يوم
حنين حين انهزموا وهم اثنا عشر ألفا بعد أن نهاهم عن الفرار يومئذ ; وقيل : حال من الفاعل والمفعول ، أي : متزاحفين ، ولم يذكر
ابن عطية إلا ما يدل على أنه حال منهما ، قال : زحفا يراد به متقابلي الصفوف والأشخاص ، أي : يزحف بعضهم إلى بعض . وقيل : انتصب زحفا على المصدر بحال محذوفة ، أي : زاحفين زحفا ، وهذا الذي قيل محكم ، فحرم بكل حال . وقيل : كان هذا في ابتداء الإسلام حيث كان الأمر بالمصابرة أن يواقف مسلم عشرة كفار ، ثم خفف فجعل واحد في مقابلة اثنين ، ويأتي حكم المؤمنة الفارة من ضعفها في آية التخفيف ، وعدل عن الظهور إلى لفظ الأدبار تقبيحا لفعل الفار وتبشيعا ; لانهزامه ، وتضمن هذا النهي الأمر بالثبات والمصابرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=28979ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم لما نهى تعالى عن تولي الأدبار توعد من ولى دبره وقت لقاء العدو وناسب قوله : ومن يولهم فقد باء بغضب ، كأن المعنى : فقد ولى مصحوبا بغضب الله ، وعدل أيضا عن ذكر الظهر إلى الدبر مبالغة في التقبيح والذم ; إذ تلك الحالة من الصفات القبيحة المذمومة جدا ، ألا ترى إلى قول الشاعر :
فلسنا على الأعقاب تجري كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما
قال في التحرير : وهذا النوع من علم البيان يسمى بالتعريض ، عرض بسوء حالهم وقبح فعالهم
[ ص: 475 ] وخساسة منزلتهم ، وبعضهم يسميه الإيماء ، وبعضهم يسميه الكناية ، وهذا ليس بشيء ، فإن الكناية أن تصرح باللفظ الجميل على المعنى القبيح ، انتهى ، والظاهر أن الجملة المحذوفة بعد إذ وعوض منها التنوين هي قوله : إذ لقيتم الكفار ، تعقيل المراد يوم
بدر وما وليه في ذلك اليوم وقع الوعيد بالغضب على من فر ، ونسخ بعد ذلك حكم الآية بآية الضعف ، وبقي
nindex.php?page=treesubj&link=8168الفرار من الزحف ليس كبيرة ، وقد فر الناس يوم
أحد فعفا الله عنهم وقال الله فيهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25ويوم حنين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25ثم وليتم مدبرين ولم يقع على ذلك تعنيف ، انتهى ، وهذا القول بأن الإشارة بقوله : يومئذ إلى يوم
بدر لا يظهر ; لأن ذلك في سياق الشرط ، وهو مستقبل ، فإن كانت الآية نزلت يوم
بدر قبل انقضاء القتال ، فيوم
بدر فرد من أفراد لقاء الكفار فيندرج فيه ، ولا يكون خاصا به ، وإن كانت نزلت بعده فلا يدخل يوم
بدر فيه ، بل يكون ذلك استئناف حكم في الاستقبال . قال
ابن عطية :
والجمهور على أنه إشارة إلى يوم اللقاء الذي تضمنه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15إذا لقيتم ، وحكم الآية باق إلى يوم القيامة بسبب الضعف الذي بينه الله في آية أخرى ، وليس في الآية نسخ ، وأما يوم
أحد فإنما فر الناس من مراكزهم من ضعفهم ، ومع ذلك عنفوا لكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم وفرارهم عنه ، وأما يوم
حنين فكذلك من فر إنما انكشف أمام الكرة ، ويحتمل أن عفو الله عن من فر يوم
أحد كان عفوا عن كثرة ، انتهى ، وقرأ
الحسن :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16دبره ، بسكون الباء ، وانتصب
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16متحرفا و
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16متحيزا عن الحال من الضمير المستكن في قولهم العائد على من . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وإلا لغو أو عن الاستثناء من المولين ، أي : ومن يولهم إلا رجلا منهم متحرفا أو متحيزا ، انتهى ، وقال
ابن عطية : وأما الاستثناء فهو من المولين الذين يتضمنهم من ، انتهى ، ولا يريد
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري بقوله : وإلا لغو أنها زائدة إنما يريد أن العامل الذي هو يولهم وصل إلى العمل فيما بعدها ، كما قالوا في لا من قولهم : جئت بلا زاد : إنها لغو ، وفي الحقيقة هو استثناء من حالة محذوفة ، والتقدير : ومن يولهم ملتبسا بأية حالة إلا في حال كذا ، وإن لم يقدر حال غاية محذوفة لم يصح دخول إلا ; لأن الشرط عندهم واجب ، وحكم الواجب لا تدخل إلا فيه لا في المفعول ولا في غيره من الفضلات ; لأنه يكون استثناء مفرغا ، والاستثناء المفرغ لا يكون في الواجب ، لو قلت : ضربت إلا زيدا ، وقمت إلا ضاحكا لم يصح ، والاستثناء المفرغ لا يكون إلا مع النفي أو النهي أو المؤول بهما ، فإن جاء ما ظاهره خلاف ذلك قدر عموم قبل إلا حتى يصح الاستثناء من ذلك العموم ، فلا يكون استثناء غير مفرغ ، وقال قوم : الاستثناء هو من أنواع التولي ، ورد بأنه لو كان ذلك لوجب أن يكون إلا تحرفا أو تحيزا ، والتحرف للقتال هو الكر بعد الفر يخيل عدوه أنه منهزم ثم ينعطف عليه ، وهو عين باب خدع الحرب ومكائدها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وقال : يراد به الذي يرى أن فعله ذلك أنكى للعدو وأعود عليه بالشر ، والفئة هنا ، قال
الجمهور : هي الجماعة من الناس الحاضرة للحرب ، فاقتضى هذا الإطراق أن تكون هذه الفئة من الكفار ، أي : لكونه يرى أنه ينكي فيها العدو ويبلي أكثر من إبلائه فيما قابله من الكفار ، إما لعدم مقاومته أو لكون غيره يعنى فيمن قاتله منهم فتحيز إلى فئة أخرى من الكفار ليبلي فيها ، واقتضى أيضا أن تكون هذه الفئة من المسلمين ، أي : تحيز إليها لينصرها ويقويها إذا رأى فيها ضعفا وأغنى غيره في قتال من قاتله من الكفار ، وبهذا فسر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16إلى فئة جماعة أخرى من المسلمين سوى الفئة التي هو فيها ; وقيل : الفئة هنا المدينة والإمام وجماعة المسلمين أينما كانوا ، وروي هذا عن
عمر : انهزم رجل من
القادسية فأتى
المدينة إلى
عمر رضي الله عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هلكت ، فررت من الزحف ، فقال
عمر رضي الله عنه : أنا فئتك . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374458خرجت سرية وأنا فيهم ففروا ، فلما رجعوا إلى المدينة [ ص: 476 ] استحيوا فدخلوا البيوت ، فقلت : يا رسول الله نحن الفرارون . فقال : بل أنتم العكارون وأنا فئتكم . قال
ثعلب : العكارون العطافون ، وقال غيره : يقال للرجل الذي يولي عن الحرب لم يكن راجعا : عكر واعتكر ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : الفرار من الزحف من أكبر الكبائر ، وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374200اتقوا السبع الموبقات ، وعد فيها الفرار من الزحف ، وفي التحرير : التولي الذي وقع عليه الوعيد هو الفرار مع المصابرة على الثبات ، فأما إذا جاءه من لا يستطيع معه الثبات فليس ذلك بالفرار ، انتهى . وما أحسن ما استعذر
nindex.php?page=showalam&ids=14062الحارث بن هشام ; إذ فر فقيل فيه :
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم ونجا برأس طمرة ولجام
وقال
الحارث من أبيات :
وعلمت أني إن أقاتل واحدا أقتل ولم يضرر عدوي مشهدي
واستدل القاضي بهذه الجملة الشرطية على وعيد الفساق من أهل الصلاة ; لأنها دلت على أن من انهزم إلا في هاتين الحالتين استوجب غضب الله ومأواه جهنم . قال : وليس
للمرجئة أن يحملوا ذلك على الكفار ، كما فعلوا في آيات الوعيد ; لأن ذلك مفتتح بأهل الصلاة ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15ياأيها الذين آمنوا ، انتهى ، ولا حجة في ذلك ; لأنه عام مخصوص ، والظاهر أنه يجوز التحيز سواء عظم العسكر أم لا ; وقيل : لا يجوز إذا عظم ، والظاهر أن الفرار من الزحف بغير شروطه كبيرة للتوعد ، ولذلك قال
ابن القاسم : لا تقبلوا شهادة من فر من الزحف وإن فر أمامهم ، ومن فر فليستغفر الله ففي
الترمذي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374459من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم غفر له وإن كان قد فر من الزحف .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28979يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=20يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=21وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=22إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=23وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=24يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=26وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=27يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=28وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=29يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=31وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=35وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=36إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=38قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ قَالَ
اللَّيْثُ : الْجَمَاعَةُ يَمْشُونَ إِلَى عَدُوِّهِمْ هُوَ الزَّحْفُ . قَالَ
الْأَعْشَى :
لِمَنِ الظَّعَائِنُ سَيْرُهُنَّ تَزَحُّفُ مِنْكَ السَّفِينُ إِذَا تَقَاعَسَ تَجْرُفُ
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : الزَّحْفُ الدُّنُوُّ قَلِيلًا ، يُقَالُ : زَحَفَ إِلَيْهِ يَزْحَفُ زَحْفًا إِذَا مَشَى ، وَأَزْحَفْتُ الْقَوْمَ دَنَوْتَ لِقِتَالِهِمْ ، وَكَذَلِكَ تَزَحَّفَ وَتَزَاحَفَ وَأَزْحِفْ لَنَا عَدُوَّنَا إِزْحَافًا صَارُوا يَزْحَفُونَ لِقِتَالِنَا ، فَازْدَحَفَ الْقَوْمُ ازْدِحَافًا مَشَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ، وَقَالَ
ثَعْلَبٌ ، وَمِنْهُ الزِّحَافُ فِي الشِّعْرِ ، وَهُوَ أَنْ يَسْقُطَ مِنَ الْحَرْفَيْنِ حَرْفٌ وَيَزْحَفَ أَحَدُهُمَا إِلَى الْآخَرِ ، وَسُمِّيَ الْجَيْشُ الْعَرَمْرَمُ بِالزَّحْفِ لِكَثْرَتِهِ ، كَأَنَّهُ يَزْحَفُ إِلَيَّ يَدِبُّ دَبِيبًا ، مِنْ زَحَفَ الصَّبِيُّ إِذَا دَبَّ عَلَى أَلْيَتِهِ قَلِيلًا قَلِيلًا ، وَأَصْلُهُ مَصْدَرُ زَحَفَ ، وَقَدْ جَمَعَ أَزْحَفُ عَلَى زُحُوفٍ . وَقَالَ
الْهُذَلِيُّ يَصِفُ مَنْهَلًا :
[ ص: 474 ] كَأَنَّ مَزَاحِفَ الْحَيَّاتِ فِيهِ قُبَيْلَ الصُّبْحِ آثَارُ السِّيَاطِ
الْمُتَحَيِّزُ الْمُنْضَمُّ إِلَى جَانِبٍ ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : التَّحَيُّزُ وَالتَّحَوُّزُ التَّنَحِّي ، وَقَالَ
اللَّيْثُ : مَا لَكَ مُتَحَوِّزًا إِذَا لَمْ تَسْتَقِرَّ عَلَى الْأَرْضِ ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْحَوْزِ ، وَهُوَ الْجَمْعُ ، يُقَالُ : حُزْتُهُ فِي الطَّرْسِ فَانْحَازَ ، وَتَحَيَّزَ انْضَمَّ وَاجْتَمَعَ ، وَتَحَوَّزَتِ الْحَيَّةُ انْطَوَتْ وَاجْتَمَعَتْ ، وَسَمَّى التَّنَحِّيَ تَحَيُّزًا ; لِأَنَّ الْمُتَنَحِّيَ عَنْ جَانِبٍ يَنْضَمُّ عَنْهُ وَيَجْتَمِعُ إِلَى غَيْرِهِ ، وَتَحَيَّزَ تَفَيْعَلَ ، أَصْلُهُ تَحَيْوَزَ ، اجْتَمَعَتْ يَاءٌ وَوَاوٌ وَسُبِقَتْ إِحْدَاهُمَا بِالسُّكُونِ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً وَأُدْغِمَتْ فِيهَا الْيَاءُ ، وَتَحَوَّزَ تَفَعَّلَ ضُعِّفَتْ عَيْنُهُ . الرَّمْيُ مَعْرُوفٌ ، وَيَكُونُ بِالسَّهْمِ وَالْحَجَرِ وَالتُّرَابِ . الْمُكَاءُ : الصَّفِيرُ . وَقَالَ
عَنْتَرَةُ :
وَخَلِيلِ غَانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَنْدَلًا تَمْكُوا فَرِيصَتُهُ كَشَدْقِ الْأَعْلَمِ
أَيْ : تُصَوِّتُ ، وَمِنْهُ مَكَّتِ اسْتُ الدَّابَّةِ إِذَا نَفَخَتْ بِالرِّيحِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : الْمُكَاءُ الصَّفِيرُ عَلَى لَحْنِ طَائِرٍ أَبْيَضَ بِالْحِجَازِ يُقَالُ لَهُ : الْمَكَّاءُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
إِذَا غَرَّدَ الْمَكَّاءُ فِي غَيْرِ رَوْضَةٍ فَوَيْلٌ لِأَهْلِ السِّقَاءِ وَالْحَمِرَاتِ
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ : مَكَا يَمْكُو مُكَاءً إِذَا صَفَّرَ ، وَالْكَثِيرُ فِي الْأَصْوَاتِ أَنْ تَكُونَ عَلَى فِعَالٍ كَالصُّرَاخِ وَالْخُوَارِ وَالدُّعَاءِ وَالنُّبَاحِ . التَّصْدِيَةُ : التَّصْفِيقُ ، صَدَّى يُصَدِّي تَصْدِيَةً صَفَّقَ ، وَهُوَ فِعْلٌ مِنَ الصَّدَى ، وَهُوَ الصَّوْتُ الرَّكْمُ . قَالَ
اللَّيْثُ : جَمَعَكَ شَيْئًا فَوْقَ شَيْءٍ حَتَّى تَجْعَلَهُ رُكَامًا مَرْكُومًا كَرُكَامِ الرَّمْلِ وَالسَّحَابِ . مَضَى تَقَدَّمَ ، وَالْمَصْدَرُ الْمُضِيُّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28979يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ مُنَاسَبَةُ هَذِهِ الْآيَةِ لِمَا قَبْلَهَا أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا أَخْبَرَ أَنَّهُ سَيُلْقِي الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ الْكُفَّارِ ، وَأَمَرَ مَنْ آمَنَ بِضَرْبٍ فَوْقَ أَعْنَاقِهِمْ وَبَنَانَهُمْ حَرَّضَهُمْ عَلَى الصَّبْرِ عِنْدَ مُكَافَحَةِ الْعَدُوِّ وَنَهَاهُمْ عَنِ الِانْهِزَامِ ، وَانْتَصَبَ زَحْفًا عَلَى الْحَالِ ، فَقِيلَ مِنَ الْمَفْعُولِ ، أَيْ : لَقِيتُمُوهُمْ وَهُمْ جَمْعٌ كَثِيرٌ وَأَنْتُمْ قَلِيلٌ فَلَا تَفِرُّوا ، فَضْلًا عَنْ أَنْ تُدَانُوهُمْ فِي الْعَدَدِ أَوْ تُسَاوُوهُمْ ; وَقِيلَ : مِنَ الْفَاعِلِ ، أَيْ : وَأَنْتُمْ زَحْفٌ مِنَ الزُّحُوفِ ، وَكَانَ ذَلِكَ إِشْعَارًا بِمَا سَيَكُونُ مِنْهُمْ يَوْمَ
حُنَيْنٍ حِينَ انْهَزَمُوا وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا بَعْدَ أَنْ نَهَاهُمْ عَنِ الْفِرَارِ يَوْمَئِذٍ ; وَقِيلَ : حَالٌ مِنَ الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ ، أَيْ : مُتَزَاحِفِينَ ، وَلَمْ يَذْكُرِ
ابْنُ عَطِيَّةَ إِلَّا مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ حَالٌ مِنْهُمَا ، قَالَ : زَحْفًا يُرَادُ بِهِ مُتَقَابِلِي الصُّفُوفِ وَالْأَشْخَاصِ ، أَيْ : يَزْحَفُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ . وَقِيلَ : انْتَصَبَ زَحْفًا عَلَى الْمَصْدَرِ بِحَالٍ مَحْذُوفَةٍ ، أَيْ : زَاحِفِينَ زَحْفًا ، وَهَذَا الَّذِي قِيلَ مُحْكَمٌ ، فَحَرُمَ بِكُلِّ حَالٍ . وَقِيلَ : كَانَ هَذَا فِي ابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ حَيْثُ كَانَ الْأَمْرُ بِالْمُصَابَرَةِ أَنْ يُوَاقِفَ مُسْلِمٌ عَشَرَةَ كُفَّارٍ ، ثُمَّ خُفِّفَ فَجُعِلَ وَاحِدٌ فِي مُقَابَلَةِ اثْنَيْنِ ، وَيَأْتِي حُكْمُ الْمُؤْمِنَةِ الْفَارَّةِ مِنْ ضَعْفِهَا فِي آيَةِ التَّخْفِيفِ ، وَعَدَلَ عَنِ الظُّهُورِ إِلَى لَفْظِ الْأَدْبَارِ تَقْبِيحًا لِفِعْلِ الْفَارِّ وَتَبْشِيعًا ; لِانْهِزَامِهِ ، وَتَضَمَّنَ هَذَا النَّهْيُ الْأَمْرَ بِالثَّبَاتِ وَالْمُصَابَرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=28979وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ لَمَّا نَهَى تَعَالَى عَنْ تَوَلِّي الْأَدْبَارِ تَوَعَّدَ مَنْ وَلَّى دُبُرَهُ وَقْتَ لِقَاءِ الْعَدُوِّ وَنَاسَبَ قَوْلَهُ : وَمَنْ يُوَلِّهِمْ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ ، كَأَنَّ الْمَعْنَى : فَقَدْ وَلَّى مَصْحُوبًا بِغَضَبِ اللَّهِ ، وَعَدَلَ أَيْضًا عَنْ ذِكْرِ الظَّهْرِ إِلَى الدُّبُرِ مُبَالَغَةً فِي التَّقْبِيحِ وَالذَّمِّ ; إِذْ تِلْكَ الْحَالَةُ مِنَ الصِّفَاتِ الْقَبِيحَةِ الْمَذْمُومَةِ جِدًّا ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِ الشَّاعِرِ :
فَلَسْنَا عَلَى الْأَعْقَابِ تَجْرِي كُلُومُنَا وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدِّمَا
قَالَ فِي التَّحْرِيرِ : وَهَذَا النَّوْعُ مِنْ عِلْمِ الْبَيَانِ يُسَمَّى بِالتَّعْرِيضِ ، عَرَّضَ بِسُوءِ حَالِهِمْ وَقُبْحِ فِعَالِهِمْ
[ ص: 475 ] وَخَسَاسَةِ مَنْزِلَتِهِمْ ، وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّيهِ الْإِيمَاءَ ، وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّيهِ الْكِنَايَةَ ، وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ ، فَإِنَّ الْكِنَايَةَ أَنْ تُصَرِّحَ بِاللَّفْظِ الْجَمِيلِ عَلَى الْمَعْنَى الْقَبِيحِ ، انْتَهَى ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْجُمْلَةَ الْمَحْذُوفَةَ بَعْدَ إِذْ وَعُوِّضَ مِنْهَا التَّنْوِينُ هِيَ قَوْلُهُ : إِذْ لَقِيتُمُ الْكُفَّارَ ، تَعْقِيلُ الْمُرَادِ يَوْمَ
بَدْرٍ وَمَا وَلِيَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَقَعَ الْوَعِيدُ بِالْغَضَبِ عَلَى مَنْ فَرَّ ، وَنُسِخَ بَعْدَ ذَلِكَ حُكْمُ الْآيَةِ بِآيَةِ الضَّعْفِ ، وَبَقِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=8168الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ لَيْسَ كَبِيرَةً ، وَقَدْ فَرَّ النَّاسُ يَوْمَ
أُحُدٍ فَعَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ وَقَالَ اللَّهُ فِيهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25وَيَوْمَ حُنَيْنٍ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ وَلَمْ يَقَعْ عَلَى ذَلِكَ تَعْنِيفٌ ، انْتَهَى ، وَهَذَا الْقَوْلُ بِأَنَّ الْإِشَارَةَ بِقَوْلِهِ : يَوْمَئِذٍ إِلَى يَوْمِ
بَدْرٍ لَا يَظْهَرُ ; لِأَنَّ ذَلِكَ فِي سِيَاقِ الشَّرْطِ ، وَهُوَ مُسْتَقْبَلٌ ، فَإِنْ كَانَتِ الْآيَةُ نَزَلَتْ يَوْمَ
بَدْرٍ قَبْلَ انْقِضَاءِ الْقِتَالِ ، فَيَوْمُ
بَدْرٍ فَرْدٌ مِنْ أَفْرَادِ لِقَاءِ الْكُفَّارِ فَيَنْدَرِجُ فِيهِ ، وَلَا يَكُونُ خَاصًّا بِهِ ، وَإِنْ كَانَتْ نَزَلَتْ بَعْدَهُ فَلَا يَدْخُلُ يَوْمُ
بَدْرٍ فِيهِ ، بَلْ يَكُونُ ذَلِكَ اسْتِئْنَافُ حُكْمٍ فِي الِاسْتِقْبَالِ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ :
وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى يَوْمِ اللِّقَاءِ الَّذِي تَضَمَّنَهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15إِذَا لَقِيتُمُ ، وَحُكْمُ الْآيَةِ بَاقٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِسَبَبِ الضَّعْفِ الَّذِي بَيَّنَهُ اللَّهُ فِي آيَةٍ أُخْرَى ، وَلَيْسَ فِي الْآيَةِ نَسْخٌ ، وَأَمَّا يَوْمُ
أُحُدٍ فَإِنَّمَا فَرَّ النَّاسُ مِنْ مَرَاكِزِهِمْ مِنْ ضَعْفِهِمْ ، وَمَعَ ذَلِكَ عُنِّفُوا لِكَوْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ وَفِرَارُهُمْ عَنْهُ ، وَأَمَّا يَوْمُ
حُنَيْنَ فَكَذَلِكَ مَنْ فَرَّ إِنَّمَا انْكَشَفَ أَمَامَ الْكَرَّةِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّ عَفْوَ اللَّهِ عَنْ مَنْ فَرَّ يَوْمَ
أُحُدٍ كَانَ عَفْوًا عَنْ كَثْرَةٍ ، انْتَهَى ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16دُبُرَهُ ، بِسُكُونِ الْبَاءِ ، وَانْتَصَبَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16مُتَحَرِّفًا و
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16مُتَحَيِّزًا عَنِ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ الْمُسْتَكِنِ فِي قَوْلِهِمُ الْعَائِدِ عَلَى مَنْ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَإِلَّا لَغْوٌ أَوْ عَنِ الِاسْتِثْنَاءِ مِنَ الْمُوَلِّينَ ، أَيْ : وَمَنْ يُوَلِّهِمْ إِلَّا رَجُلًا مِنْهُمْ مُتَحَرِّفًا أَوْ مُتَحَيِّزًا ، انْتَهَى ، وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَأَمَّا الِاسْتِثْنَاءُ فَهُوَ مِنَ الْمُوَلِّينَ الَّذِينَ يَتَضَمَّنُهُمْ مَنْ ، انْتَهَى ، وَلَا يُرِيدُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ بِقَوْلِهِ : وَإِلَّا لَغْوٌ أَنَّهَا زَائِدَةٌ إِنَّمَا يُرِيدُ أَنَّ الْعَامِلَ الَّذِي هُوَ يُوَلِّهِمْ وَصَلَ إِلَى الْعَمَلِ فِيمَا بَعْدَهَا ، كَمَا قَالُوا فِي لَا مِنْ قَوْلِهِمْ : جِئْتُ بِلَا زَادٍ : إِنَّهَا لَغْوٌ ، وَفِي الْحَقِيقَةِ هُوَ اسْتِثْنَاءٌ مِنْ حَالَةٍ مَحْذُوفَةٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : وَمَنْ يُوَلِّهِمْ مُلْتَبِسًا بِأَيَّةِ حَالَةٍ إِلَّا فِي حَالِ كَذَا ، وَإِنْ لَمْ يُقَدَّرْ حَالُ غَايَةٍ مَحْذُوفَةٍ لَمْ يَصِحَّ دُخُولُ إِلَّا ; لِأَنَّ الشَّرْطَ عِنْدَهُمْ وَاجِبٌ ، وَحُكْمُ الْوَاجِبِ لَا تَدْخُلُ إِلَّا فِيهِ لَا فِي الْمَفْعُولِ وَلَا فِي غَيْرِهِ مِنَ الْفَضَلَاتِ ; لِأَنَّهُ يَكُونُ اسْتِثْنَاءً مُفَرَّغًا ، وَالِاسْتِثْنَاءُ الْمُفَرَّغُ لَا يَكُونُ فِي الْوَاجِبِ ، لَوْ قُلْتَ : ضَرَبْتُ إِلَّا زَيْدًا ، وَقُمْتُ إِلَّا ضَاحِكًا لَمْ يَصِحَّ ، وَالِاسْتِثْنَاءُ الْمُفَرَّغُ لَا يَكُونُ إِلَّا مَعَ النَّفْيِ أَوِ النَّهْيِ أَوِ الْمُؤَوَّلِ بِهِمَا ، فَإِنْ جَاءَ مَا ظَاهِرُهُ خِلَافُ ذَلِكَ قُدِّرَ عُمُومٌ قَبْلَ إِلَّا حَتَّى يَصِحَّ الِاسْتِثْنَاءُ مِنْ ذَلِكَ الْعُمُومِ ، فَلَا يَكُونُ اسْتِثْنَاءً غَيْرَ مُفَرَّغٍ ، وَقَالَ قَوْمٌ : الِاسْتِثْنَاءُ هُوَ مِنْ أَنْوَاعِ التَّوَلِّي ، وَرُدَّ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ إِلَّا تَحَرُّفًا أَوْ تَحَيُّزًا ، وَالتَّحَرُّفُ لِلْقِتَالِ هُوَ الْكَرُّ بَعْدَ الْفَرِّ يُخَيِّلُ عَدُوَّهُ أَنَّهُ مُنْهَزِمٌ ثُمَّ يَنْعَطِفُ عَلَيْهِ ، وَهُوَ عَيْنُ بَابِ خِدَعِ الْحَرْبِ وَمَكَائِدِهَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ، وَقَالَ : يُرَادُ بِهِ الَّذِي يَرَى أَنَّ فِعْلَهُ ذَلِكَ أَنَكَى لِلْعَدُوِّ وَأَعْوَدُ عَلَيْهِ بِالشَّرِّ ، وَالْفِئَةُ هُنَا ، قَالَ
الْجُمْهُورُ : هِيَ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ الْحَاضِرَةُ لِلْحَرْبِ ، فَاقْتَضَى هَذَا الْإِطْرَاقُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْفِئَةُ مِنَ الْكُفَّارِ ، أَيْ : لِكَوْنِهِ يَرَى أَنَّهُ يُنْكِي فِيهَا الْعَدُوَّ وَيُبْلِي أَكْثَرَ مِنْ إِبْلَائِهِ فِيمَا قَابَلَهُ مِنَ الْكُفَّارِ ، إِمَّا لِعَدَمِ مُقَاوَمَتِهِ أَوْ لِكَوْنِ غَيْرِهِ يُعْنَى فِيمَنْ قَاتَلَهُ مِنْهُمْ فَتَحَيَّزَ إِلَى فِئَةٍ أُخْرَى مِنَ الْكُفَّارِ لِيُبْلِيَ فِيهَا ، وَاقْتَضَى أَيْضًا أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْفِئَةُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، أَيْ : تَحَيَّزَ إِلَيْهَا لِيَنْصُرَهَا وَيُقَوِّيَهَا إِذَا رَأَى فِيهَا ضَعْفًا وَأَغْنَى غَيْرَهُ فِي قِتَالِ مَنْ قَاتَلَهُ مِنَ الْكُفَّارِ ، وَبِهَذَا فَسَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ، قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16إِلَى فِئَةٍ جَمَاعَةٍ أُخْرَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ سِوَى الْفِئَةِ الَّتِي هُوَ فِيهَا ; وَقِيلَ : الْفِئَةُ هُنَا الْمَدِينَةُ وَالْإِمَامُ وَجَمَاعَةُ الْمُسْلِمِينَ أَيْنَمَا كَانُوا ، وَرُوِيَ هَذَا عَنْ
عُمَرَ : انْهَزَمَ رَجُلٌ مِنَ
الْقَادِسِيَّةِ فَأَتَى
الْمَدِينَةَ إِلَى
عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَلَكْتُ ، فَرَرْتُ مِنَ الزَّحْفِ ، فَقَالَ
عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَا فِئَتُكَ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374458خَرَجَتْ سَرِيَّةٌ وَأَنَا فِيهِمْ فَفَرُّوا ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ [ ص: 476 ] اسْتَحْيَوْا فَدَخَلُوا الْبُيُوتَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ الْفَرَّارُونَ . فَقَالَ : بَلْ أَنْتُمُ الْعَكَّارُونَ وَأَنَا فِئَتُكُمْ . قَالَ
ثَعْلَبٌ : الْعَكَّارُونَ الْعَطَّافُونَ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : يُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُوَلِّي عَنِ الْحَرْبِ لَمْ يَكُنْ رَاجِعًا : عَكَّرَ وَاعْتَكَرَ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ، وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374200اتَّقُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ، وَعَدَّ فِيهَا الْفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ ، وَفِي التَّحْرِيرِ : التَّوَلِّي الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهِ الْوَعِيدُ هُوَ الْفِرَارُ مَعَ الْمُصَابَرَةِ عَلَى الثَّبَاتِ ، فَأَمَّا إِذَا جَاءَهُ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ مَعَهُ الثَّبَاتَ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِالْفِرَارِ ، انْتَهَى . وَمَا أَحْسَنَ مَا اسْتَعْذَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14062الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ ; إِذْ فَرَّ فَقِيلَ فِيهِ :
تَرَكَ الْأَحِبَّةَ أَنْ يُقَاتِلَ دُونَهُمْ وَنَجَا بِرَأْسِ طِمِرَّةٍ وَلِجَامِ
وَقَالَ
الْحَارِثُ مِنْ أَبْيَاتٍ :
وَعَلِمْتُ أَنِّيَ إِنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا أُقْتَلْ وَلَمْ يَضْرُرْ عَدُوِّيَ مَشْهَدِي
وَاسْتَدَلَّ الْقَاضِي بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ الشَّرْطِيَّةِ عَلَى وَعِيدِ الْفُسَّاقِ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ ; لِأَنَّهَا دَلَّتْ عَلَى أَنَّ مَنِ انْهَزَمَ إِلَّا فِي هَاتَيْنِ الْحَالَتَيْنِ اسْتَوْجَبَ غَضَبَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ . قَالَ : وَلَيْسَ
لِلْمُرْجِئَةِ أَنْ يَحْمِلُوا ذَلِكَ عَلَى الْكُفَّارِ ، كَمَا فَعَلُوا فِي آيَاتِ الْوَعِيدِ ; لِأَنَّ ذَلِكَ مُفْتَتَحٌ بِأَهْلِ الصَّلَاةِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ، انْتَهَى ، وَلَا حُجَّةَ فِي ذَلِكَ ; لِأَنَّهُ عَامٌّ مَخْصُوصٌ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ يَجُوزُ التَّحَيُّزُ سَوَاءٌ عَظُمَ الْعَسْكَرُ أَمْ لَا ; وَقِيلَ : لَا يَجُوزُ إِذَا عَظُمَ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ بِغَيْرِ شُرُوطِهِ كَبِيرَةٌ لِلتَّوَعُّدِ ، وَلِذَلِكَ قَالَ
ابْنُ الْقَاسِمِ : لَا تَقْبَلُوا شَهَادَةَ مَنْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ وَإِنْ فَرَّ أَمَامَهُمْ ، وَمَنْ فَرَّ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ فَفِي
التِّرْمِذِيِّ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374459مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ .