قوله : حذف جواب الشرط إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ( الأحقاف : 10 ) ، أي : أفلستم ظالمين ؟ بدليل قوله عقبه : إن الله لا يهدي القوم الظالمين ( الأحقاف : 10 ) ، وقدره البغوي : من المحق منا ومن المبطل ؟ ونقله عن أكثر المفسرين .
ومن : حذف جواب الفعل اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم ( الفرقان : 36 ) ، تقديره : " فذهبا إليهم فكذبوهما فدمرناهم " والفاء العاطفة على الجواب المحذوف هي المسماة عندهم بالفاء الفصيحة .
وقال صاحب " المفتاح " وانظر إلى الفاء الفصيحة في قوله تعالى : فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم ( البقرة : 54 ) ، كيف أفادت : " ففعلتم فتاب عليكم " .
[ ص: 253 ] وقوله : اضربوه ببعضها ( البقرة : 73 ) تقديره : فضربوه فحيي كذلك يحيي الله الموتى ( البقرة : 73 ) .
وقال صاحب " الكشاف " في قوله تعالى : ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير ( النمل : 15 ) ، تقديره : فعملا به وعلماه ، وعرفا حق النعمة فيه والفضيلة وقالا الحمد لله ( النمل : 15 ) .
وقال السكاكي : هو إخبار عما صنع بهما وعما قالاه ، حتى كأنه قيل : نحن فعلنا إيتاء العلم ، وهما فعلا الحمد ; تعريضا لاستثارة الحمد على إيتاء العلم إلى فهم السامع ، مثله : " قم يدعوك " بدل " قم فإنه يدعوك " .