الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الحادي عشر : قصد العموم كقوله تعالى : حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها ( الكهف : 77 ) ولم يقل : " استطعمهم " للإشعار بتأكيد العموم ; وأنهما لم يتركا أحدا من أهلها إلا استطعماه وأبى ، ومع ذلك قابلهم بأحسن الجزاء ، وفيه التنبيه على محاسن الأخلاق ، ودفع السيئة بالحسنة .

وقوله تعالى : وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ( يوسف : 53 ) فإنه لو قيل : " إنها لأمارة " لاقتضى تخصيص ذلك ; فأتى بالظاهر ليدل على أن المراد التعميم ، [ ص: 71 ] مع أنه بريء من ذلك بقوله بعده : إلا ما رحم ربي ( يوسف : 53 ) وقوله : إن ربي غفور رحيم ( يوسف : 53 ) ولم يقل : " إنه " إما للتعظيم ، وإما للاستلذاذ .

وقوله تعالى : إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ( النجم : 28 ) وقوله تعالى : وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها ( الشورى : 48 ) ، ثم قال : فإن الإنسان كفور ( الشورى : 48 ) ولم يقل : " فإنه " مبالغة في إثبات أن هذا الجنس شأنه كفران النعم .

التالي السابق


الخدمات العلمية