الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
السادسة : إذا اجتمع مختلفان في الصراحة والتأويل قدم الاسم المفرد ، ثم الظرف أو عديله ، ثم الجملة ، كقوله تعالى : اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ( آل عمران : 45 - 46 ) فقوله : ( وجيها ) حال ، وكذلك ( من المقربين ) وقوله : ( يكلم ) وقوله : ( من الصالحين ) فهذه [ ص: 24 ] أربعة أحوال انتصبت عن قوله : ( كلمة ) والحال الأولى جيء بها على الأصل اسما صريحا ، والثانية في تأويله جار ومجرور ، وجيء بها هكذا لوقوعها فاصلة في الكلام ، ولو جيء بها اسما صريحا لناسبت الفواصل ، والثالثة جملة فعلية ، والرابعة جار ومجرور .

ومنه قوله تعالى : وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه ( غافر : 28 ) قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ( المائدة : 23 ) ولما كان الظرف فيه شبه من المفرد وشبه من الجملة جعل بينهما ، وقد أوجب ابن عصفور ذلك وليس كما قال ; فقد قال تعالى : فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين ( المائدة : 54 ) ولا يقال : إن ( أذلة ) بدل لأنه مشتق ، والبدل إنما يكون في الجوامد ، كما نص عليه هو وغيره .

وأما قوله تعالى : وهذا كتاب أنزلناه مبارك ( الأنعام : 155 ) فقيل : إنه من تقديم الجملة على المفرد ، ويحتمل أن يكون " مبارك " خبرا لمحذوف ، فلا يكون من هذا الباب

التالي السابق


الخدمات العلمية