17702  ( أخبرنا ) أبو علي الروذباري  ، أنبأ  أبو بكر بن داسة  ، ثنا أبو داود  ، ثنا  عمر بن الخطاب : أبو حفص  ، ثنا  الفريابي  ، ثنا أبان  ، قال عمر وهو ابن عبد الله بن أبي حازم  ، قال : حدثني عثمان بن أبي حازم  ، عن أبيه ، عن جده صخر   : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزا ثقيفا  ، فلما أن سمع ذلك صخر ركب في خيل يمد النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد انصرف ولم يفتح ، فجعل صخر حينئذ عهد الله وذمته أن لا يفارق هذا القصر حتى ينزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكتب إليه صخر   : أما بعد ، فإن ثقيفا  قد نزلوا على حكمك يا رسول الله ، وأنا مقبل إليهم وهم في خيل ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة جامعة ، فدعا لأحمس  عشر دعوات : اللهم بارك لأحمس  في خيلها ورجالها ، وأتاه القوم فتكلم المغيرة  ، فقال : يا رسول الله ، إن صخرا  أخذ عمتي ، ودخلت فيما دخل فيه المسلمون فدعاه ، فقال : " يا صخر  ، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا دماءهم وأموالهم ، فادفع إلى المغيرة  عمته   " . فدفعها إليه وسأل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ما لبني سليم  قد هربوا عن الإسلام وتركوا ذاك الماء ؟ فقال : يا نبي الله ، أنزلنيه أنا وقومي ، قال : " نعم " . فأنزله ، وأسلم يعني السلميين ، فأتوا صخرا  ، فسألوه أن يدفع إليهم الماء فأبى ، فأتوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا نبي الله ، أسلمنا وأتينا صخرا  ليدفع إلينا ماءنا فأبى علينا ، فدعاه فقال : " يا صخر  ، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم ؛ فادفع إلى القوم ماءهم " ، قال : نعم يا نبي الله ، فرأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتغير عند ذلك حمرة حياء من أخذه الجارية وأخذه الماء  . 
( قال الشيخ ) : والاستدلال وقع بقوله - صلى الله عليه وسلم : " إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم   " . فأما استرداد الماء عن صخر  بعد ما ملكه بتمليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياه ؛ فإنه يشبه أن يكون باستطابة نفسه ؛ ولذلك كان يظهر في وجهه أثر الحياء . والله أعلم . وأما عمة المغيرة  فإن كانت أسلمت بعد الأخذ فكأنه رأى إسلامها قبل القسمة يحرز مالها ، ويحتمل أن يكون إسلامها قبل الأخذ . والله أعلم . وصخر هذا هو ابن العيلة  ، قاله  البخاري  عن أبي نعيم  ، عن أبان  ، عن عثمان بن أبي حازم  ، عن صخر بن العيلة  ، لم يقل : عن أبيه ( وروي ) في قصة رعية السحيمي  ما دل عليه ظاهر قصة عمة المغيرة  ، فإنه أسلم ثم قال : يا رسول الله ، أهلي ومالي . قال : " أما مالك فقد قسم بين المسلمين ، وأما أهلك : فانظر من قدرت عليه منهم " .  [ ص: 115 ] قال : فرد عليه ابنه ، ويحتمل أنه استطاب أنفس أهل الغنيمة كما فعل في سبي هوازن  ، وعوض أهل الخمس من نصيبهم . والله أعلم . وإسناد الحديثين غير قوي . 
				
						
						
