الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17310 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق في قصة تبوك ، قال : فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثنية نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن خذوا بطن الوادي فهو أوسع عليكم ؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ الثنية ، وكان معه حذيفة بن اليمان ، وعمار بن ياسر رضي الله عنهما ، وكره [ ص: 33 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يزاحمه في الثنية أحد ، فسمعه ناس من المنافقين ، فتخلفوا ، ثم اتبعه رهط من المنافقين ، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حس القوم خلفه ، فقال لأحد صاحبيه : " اضرب وجوههم " . فلما سمعوا ذلك ورأوا الرجل مقبلا نحوهم وهو حذيفة بن اليمان انحدروا جميعا ، وجعل الرجل يضرب رواحلهم ، وقالوا : إنما نحن أصحاب أحمد وهم متلثمون لا يرى شيء إلا أعينهم ، فجاء صاحبه بعد ما انحدر القوم ، فقال : هل عرفت الرهط ؟ فقال : لا والله يا نبي الله ولكني قد عرفت رواحلهم ، فانحدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الثنية ، وقال لصاحبيه : هل تدرون ما أراد القوم ؟ أرادوا أن يزحموني من الثنية فيطرحوني منها ، فقالا : أفلا تأمرنا يا رسول الله فنضرب أعناقهم إذا اجتمع إليك الناس ، فقال : " أكره أن يتحدث الناس أن محمدا قد وضع يده في أصحابه يقتلهم " . وذكر القصة .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية