17719  ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ  ، أنبأ  أبو جعفر : محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي  ، ثنا أبو علاثة : محمد بن عمرو بن خالد  ، ثنا أبي عمرو بن خالد  ، ثنا  ابن لهيعة  ، ثنا أبو الأسود  ، عن  عروة بن الزبير  ، ( ح وأخبرنا )  أبو الحسين بن الفضل القطان  ببغداد  ، أنبأ أبو بكر بن عتاب  ، ثنا القاسم الجوهري  ، ثنا  ابن أبي أويس  ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة  ، عن عمه موسى بن عقبة   . وهذا لفظ حديث موسى  ، وحديث عروة  بمعناه قال : ثم إن بني نفاثة  من بني الديل  ، أغاروا على بني كعب  وهم في المدة التي بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش  ، وكانوا بنو كعب  في صلح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان بنو نفاثة  في صلح قريش  ، فأعانت بنو بكر  بني نفاثة  ، وأعانتهم قريش  بالسلاح والرقيق   . فذكر القصة ، قال : فخرج ركب من بني كعب  حتى أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا له الذي أصابهم وما كان من قريش  عليهم في ذلك . ثم ذكر قصة خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة  ، وقصة العباس  ، وأبي سفيان  حين أتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران  ومعه  حكيم بن حزام  وبديل بن ورقاء  ، قال : فقال أبو سفيان  وحكيم   : يا رسول الله ، ادع الناس إلى الأمان ، أرأيت إن اعتزلت قريش  فكفت أيديها آمنون هم ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " نعم من كف يده وأغلق داره فهو آمن " . قالوا : فابعثنا نؤذن بذلك فيهم . قال : " انطلقوا فمن دخل دارك يا أبا سفيان  ، ودارك يا حكيم  ، وكف يده ؛ فهو آمن   " . ودار أبي سفيان  بأعلى مكة  ، ودار حكيم  بأسفل مكة  ، فلما توجها ذاهبين قال العباس   : يا رسول الله ، إني لا آمن أبا سفيان  أن يرجع عن إسلامه . رده حتى يقف ويرى جنود الله معك " . فأدركه عباس  فحبسه ، فقال أبو سفيان   : أغدرا يا بني هاشم  ؟ فقال العباس   : ستعلم أنا لسنا نغدر ، ولكن لي إليك حاجة فأصبح حتى تنظر جنود الله ، ثم ذكر قصة إيقاف أبي سفيان  حتى مرت به الجنود . قال : وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  الزبير بن العوام   - رضي الله عنه - على المهاجرين  وخيلهم ، وأمره أن يدخل من كداء  من أعلى مكة   ، وأعطاه رايته وأمره أن يغرزها بالحجون ، ولا يبرح حيث أمره أن يغرزها حتى يأتيه ، وبعث  خالد بن الوليد  فيمن كان أسلم من قضاعة  وبني سليم  ، وناسا أسلموا قبل ذلك ، وأمره أن يدخل من أسفل مكة  ، وأمره أن يغرز رايته عند أدنى البيوت بأسفل مكة  ، وبأسفل مكة  بنو بكر  ، وبنو الحارث بن عبد مناة  ، وهذيل  ، ومن كان معهم من الأحابيش قد استنصرت بهم قريش   [ ص: 121 ] فأمرهم أن يكونوا بأسفل مكة  ، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  سعد بن عبادة  في كتيبة الأنصار  في مقدمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكفوا أيديهم ، فلا يقاتلوا أحدا إلا من قاتلهم ، وأمرهم بقتل أربعة نفر منهم :  عبد الله بن سعد بن أبي سرح  ، والحارث بن نقيذ  ، وابن خطل  ، ومقيس بن صبابة   . وأمر بقتل قينتين لابن خطل  كانتا تغنيان بهجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمرت الكتائب تتلو بعضها بعضا على أبي سفيان  ، وحكيم  ، وبديل  ، لا يمر عليهم كتيبة إلا سألوا عنها حتى مرت عليهم كتيبة الأنصار  فيها  سعد بن عبادة  ، فنادى سعد  أبا سفيان   : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة ، فلما مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي سفيان  في المهاجرين  قال : يا رسول الله ، أمرت بقومك أن يقتلوا ، فإن  سعد بن عبادة  ، ومن معه حين مروا بي ناداني سعد  ، فقال : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة ، وإني أناشدك الله في قومك . فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى  سعد بن عبادة  فعزله ، وجعل  الزبير بن العوام  مكانه على الأنصار  مع المهاجرين  ، فسار الزبير  بالناس حتى وقف بالحجون ، وغرز بها راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واندفع  خالد بن الوليد  حتى دخل من أسفل مكة  ، فلقيه بنو بكر  ، فقاتلوه فهزموا ، وقتل من بني بكر  قريب من عشرين رجلا ، ومن هذيل  ثلاثة ، أو أربعة ، وانهزموا ، وقتلوا بالحزورة حتى بلغ قتلهم باب المسجد ، وفر فضضهم حتى دخلوا الدور ، وارتقت طائفة منهم على الجبال ، واتبعهم المسلمون بالسيوف ، ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المهاجرين الأولين في أخريات الناس ، وصاح أبو سفيان  حين دخل مكة   : من أغلق داره وكف يده فهو آمن . فقالت له هند بنت عتبة  وهي امرأته : قبحك الله من طليعة قوم ، وقبح عشيرتك معك ، وأخذت بلحية أبي سفيان  ونادت : يا آل غالب  ، اقتلوا الشيخ الأحمق ، هلا قاتلتم ، ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم ؟ . فقال لها أبو سفيان   : ويحك اسكتي ، وادخلي بيتك ، فإنه جاءنا بالحق ، ولما علا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثنية كداء  نظر إلى البارقة على الجبل مع فضض المشركين فقال : " ما هذا وقد نهيت عن القتال ؟ " . فقال المهاجرون   : نظن أن خالدا  قوتل ، وبدئ بالقتال ؛ فلم يكن له بد من أن يقاتل من قاتله ، وما كان يا رسول الله ليعصيك ، ولا ليخالف أمرك ، فهبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الثنية  فأجاز على الحجون ، واندفع  الزبير بن العوام  حتى وقف بباب الكعبة  ، وذكر القصة قال فيها : وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  لخالد بن الوليد   : " لم قاتلت وقد نهيتك عن القتال ؟ " . فقال : هم بدءونا بالقتال ، ووضعوا فينا السلاح ، وأشعرونا بالنبل ، وقد كففت يدي ما استطعت . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " قضاء الله - عز وجل - خير "  . 
				
						
						
