الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17740 ( أخبرناه ) أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد العلوي ، بالكوفة من أصل سماعه ، أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ، ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي طلحة حين أراد الخروج إلى خيبر : " التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني " . فخرج بي أبو طلحة مردفي ، وأنا غلام قد راهقت ، فكان إذا نزل خدمته ، فسمعته كثيرا ما يقول : " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وظلع الدين ، وغلبة الرجال " . فلما فتح الحصن ذكر له جمال صفية ، وكانت عروسا ، وقتل زوجها ، فاصطفاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه ، فلما كنا بسد الصهباء حلت ، فبنى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتخذ حيسا في نطع صغير ، وكانت وليمته ، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحوي لها بعباءة خلفه ، ويجلس عند ناقته فيضع ركبته ، فتجيء صفية فتضع رجلها على ركبته ، ثم تركب ، فلما بدا لنا أحد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " هذا جبل يحبنا ونحبه " . فلما أشرف على المدينة قال : " اللهم إن إبراهيم حرم مكة ، اللهم وإني أحرم ما بين لابتيها ، اللهم بارك لهم في صاعهم ، ومدهم " . رواه مسلم في الصحيح ، عن سعيد بن منصور ، وأخرجاه ، عن قتيبة ، عن يعقوب .

                                                                                                                                                ( قال الشافعي ) - رحمه الله : وقد غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة المريسيع بامرأة ، أو امرأتين من نسائه ، والغزو بالنساء أولى لو كان فيه مكروه أن يتوقى . ( قال الشيخ - رحمه الله ) قد مضت الأحاديث في ذلك في كتاب القسم ، ومضت أحاديث في غزو النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنساء في هذا الكتاب .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية