الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما إذا أعتق السيد عبده الذي صالح بخدمته فعتقه نافذ ، لأنه صادف ملكا تاما فلم يمنع استحقاق المنفعة كعتق الأمة المزوجة ، وعلى العبد المعتق خدمة المصالح باقي السنة ، وهل له أن يرجع على سيده الذي أعتقه بأجرة الخدمة بعد عتقه ؟ على قولين :

                                                                                                                                            أحدهما : يرجع عليه بأجرته فيما بقي من المدة بعد عتقه ؛ لأن نفوذ عتقه يمنع من استحقاق منافعه ، فصار كالآخذ لها بغير حق فضمن كالغاصب .

                                                                                                                                            والقول الثاني : لا رجوع له بشيء ، لأن عتق السيد أزال ما كان مالكا له ، وخدمة العبد تلك السنة لم يكن السيد مالكا لها ، فلم يتعلق حكم العتق بها ، ولم يستحق العبد رجوعا بسببها ، كالأمة المزوجة إذا عتقت لم تستحق الرجوع على سيدها بالمهر .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية