[ ] مرتبة الإسلام
( الإسلام ) بالخفض بدل مفصل من مجمل مراتب ، ويقال له بدل بعض من كل ، وما بعده معطوفان عليه . هذه هي المرتبة الأولى في حديث عمر وما وافق لفظه .
والإسلام لغة : الانقياد والإذعان ، وأما في الشريعة فلإطلاقه حالتان :
( الحالة الأولى ) : أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإيمان ، فهو حينئذ يراد به الدين كله أصوله وفروعه من اعتقاده وأقواله وأفعاله ، كقوله تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) ( آل عمران : 19 ) ، وقوله تعالى : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) ( المائدة : 3 ) ، وقوله : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ( آل عمران : 85 ) وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) [ ص: 596 ] ( البقرة : 208 ) أي في كافة شرائعه ، ونحو ذلك من الآيات . وكقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله معاوية بن حيدة : " الحديث . وفي حديث ما الإسلام ؟ قال : " أن تقول أسلمت وجهي لله وتخليت رضي الله عنه قال : عمرو بن عبسة . فجعل صلى الله عليه وسلم الإيمان من الإسلام وهو أفضله ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " قال رجل : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : " أن يسلم قلبك لله عز وجل وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك " . قال : فأي الإسلام أفضل ؟ قال : " الإيمان " . قال : وما الإيمان ؟ قال : " تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت " " الحديث . فإن الانقياد ظاهرا بدون إيمان لا يكون حسن إسلام بل هو النفاق ، فكيف تكتب له حسنات أو تمحى عنه سيئات ؟ ونحو ذلك من الأحاديث . إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة كان أزلفها ، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها
( الحالة الثانية ) : أن يطلق مقترنا بالاعتقاد ، فهو حينئذ يراد به الأعمال والأقوال الظاهرة كقوله تعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) ( الحجرات : 14 ) الآية . وقوله صلى الله عليه وسلم لما قال له سعيد رضي الله عنه : يعني أنك لم تطلع على إيمانه ، وإنما اطلعت على إسلامه من الأعمال الظاهرة . وفي رواية ما لك عن فلان ، فوالله إني لأراه مؤمنا . فقال صلى الله عليه وسلم : " أو مسلم " : " النسائي " ، وكحديث لا تقل مؤمن وقل مسلم عمر هذا ، وغير ذلك من الآيات والأحاديث .