منقبة الفقهاء -رحمهم الله تعالى-
عن - رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أبي هريرة أي: فيهم الأخلاق الفاضلة والمفضولة، فمن كان استعداده أقوى، كانت فضيلته أتم الناس معادن كمعادن الذهب والفضة»؛ إذا فقهوا «خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام يعني: إذا صاروا علماء الكتاب والسنة، فإن التفاوت في الجاهلية بحسب الأحساب في الإسلام، ولا يعتبر الأول إلا بالثاني.
قال في «المرقاة»: المعنى: خيارهم بمكارم الأخلاق في الجاهلية، خيارهم في الإسلام أيضا بها، إذا استووا في الفقه. انتهى. رواه والفقه: هو الفهم لغة. مسلم.
وعن -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أبي سعيد الخدري رواه إن الناس لكم تبع، وإن رجالا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم، فاستوصوا بهم خيرا . الترمذي
الخطاب للصحابة، والوصية لهم بالخير مع طلبة علم الحديث والقرآن بعده -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنهم أخذوا أقواله وأفعاله.
وعن - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ابن عباس رواه فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد الترمذي، . وذلك لأن العالم بالكتاب والسنة وفاهمهما، لا يقبل إغواءه، ويأمر الناس بالخير، ويصونهم من تلبيسه وتزيينه، كما قال تعالى: وابن ماجه إن عبادي ليس لك عليهم سلطان [الحجر: 42].
وليس المراد بالفقيه هنا: الفقيه المصطلح عليه عند أرباب الرأي، وأصحاب [ ص: 514 ] الهوى؛ فإنه في حبالة إبليس، وليس بشديد عليه؛ لقبوله ما سول له وزينه، وهذا واضح.
وعن -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أبي هريرة رواه خصلتان لا يجتمعان في منافق: حسن سمت، ولا فقه في الدين . فيه: أن اجتماع هاتين الخصلتين لا يكون إلا في أهل الحديث، والمنافق محروم منهما، كأن من ليس بمحدث فيه شعبة من النفاق. الترمذي
وعن -رضي الله عنه- يرفعه: علي نعم الرجل الفقيه في الدين، إن احتيج إليه نفع، وإن استغني عنه، أغنى نفسه رواه رزين . فيمدح أهل الحديث، وأن حاله كله حسن، سواء كان محتاجا إليه، أو مستغنى عنه.
وعن - رضي الله عنهما-: ابن عمرو رواه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بمجلسين في مسجده، فقال: «كلاهما على خير، وأحدهما أفضل من صاحبه؛ أما هؤلاء، فيدعون الله ويرغبون إليه، فإن شاء أعطاهم، وإن شاء منعهم. وأما هؤلاء، فيتعلمون الفقه أو العلم، ويعلمون الجاهل، فهم أفضل، وإنما بعثت معلما، ثم جلس فيهم»، الدارمي.
وفيه: إطلاق لفظ «الفقه»، أو «العلم» على علم الكتاب والسنة، وبيان والدليل على أن المراد بالفقه في هذه الأحاديث وما ورد في معناها: علم الكتاب والسنة: فضيلة المحدث على العابد. قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما حد العلم، الذي إذا بلغه الرجل كان فقيها؟ فقال: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا في أمر دينها، بعثه الله فقيها، وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا أبا الدرداء رواه أن في «شعب الإيمان». البيهقي
[ ص: 515 ]