الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بيان طوائف الروافض

وهم طوائف، منهم: الباطنية، والقرامطة، وأمثالهم من طوائف العجم، ومن قال بقولهم، فإنهم غلوا في الكفر حتى أثبتوا الإلهية لمن يزعمون أنه المهدي المنتظر، وأنه دخل السرداب، وسيخرج منه في آخر الزمان.

وبلغ تلاعبهم بالدين: أنهم يجعلون في كل مكان نائبا عن الإمام المذكور الموصوف بأنه إلههم، ويسمون أولئك النواب: حجابا للإمام المنتظر، ويثبتون لهم الإلهية، وهذا مصرح به في كتبهم، وقد وقفنا منها على غير كتاب.

فانظر إلى هذا الأمر العظيم، وإلى أي مبلغ بلغ هؤلاء الملاحدة من كياد الدين، والتلاعب بضعاف العقول من الداخلين في الدعوة الإسلامية حتى أخرجوهم منها إلى أكفر الكفر، واتخاذ إله غير الله -عز وجل وتعالى وتقدس- وخدعوهم من جهة ما يظهرونه من المحبة الكاذبة لأهل البيت -رضي الله عنهم- وهم أشد الأعداء لهم.

قد جنوا على ربهم، فلم يجعلوه إلها، بل جعلوا الإله فردا من أفراد البشر، [ ص: 383 ] الذين قد صاروا تحت أطباق الثرى زيادة على ألف سنة، ثم جنوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخرجوه من الرسالة، وكذبوه فيما يدعيه من النبوة، وهو الذي لم يشرف أهل البيت إلا بشرفه، ولا عظموا إلا لكونهم أهل بيته.

التالي السابق


الخدمات العلمية