الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر أخبار القرامطة بالعراق

وفيها انتشر القرامطة بسواد الكوفة ، فوجه المعتضد إليهم شبلا غلام أحمد بن محمد الطائي ، وظفر بهم ، وأخذ رئيسا لهم يعرف بأبي الفوارس فسيره إلى المعتضد ، فأحضره بين يديه ، وقال له : أخبرني ، هل تزعمون أن روح الله تعالى وأرواح أنبيائه تحل في أجسادكم فتعصمكم من الزلل ، وتوفقكم لصالح العمل ؟ فقال له : يا هذا إن حلت روح ( الله فينا فما يضرك ؟ وإن حلت روح ) إبليس فما ينفعك ؟ فلا تسأل عما لا يعنيك وسل عما يخصك .

فقال : ما تقول فيما يخصني ؟ قال : أقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبوكم العباس حي ، فهل طالب بالخلافة ، أم هل بايعه أحد من الصحابة على ذلك ، ثم مات أبو بكر فاستخلف عمر ، وهو يرى موضع العباس ، ولم يوص إليه ، ثم مات عمر وجعلها شورى في ستة أنفس ، ولم يوص إليه ، ولا أدخله فيهم ، فبماذا تستحقون أنتم الخلافة ؟ وقد اتفق الصحابة على دفع جدك عنها .

فأمر به المعتضد فعذب ، وخلعت عظامه ، ثم قطعت يداه ، ورجلاه ، ثم قتل .

التالي السابق


الخدمات العلمية