الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الواو ( الواو العاطفة ) تكون ( لمطلق الجمع ) أي : القدر المشترك بين الترتيب والمعية .

عند الأئمة الأربعة وأكثر النحاة ، وهي تارة تعطف الشيء على صاحبه ، كقوله تعالى ( { فأنجيناه وأصحاب السفينة } ) وعلى سابقه كقوله تعالى ( { ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم } ) وعلى لاحقه كقوله تعالى ( { كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك } ) فعلى هذا إذا قيل " قام زيد وعمرو " احتمل ثلاث معان : المعية عند الأئمة الأربعة وأكثر النحاة والترتيب ، وعدمه . [ ص: 74 ] قال ابن مالك : وكونها للمعية راجح ، وللترتيب كثير ، ولعكسه قليل ، ويجوز أن يكون بين متعاطفيها تفاوت أو تراخ نحو ( { إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } ) والتعبير بكونها لمطلق الجمع ، كما في المتن : هو الصحيح .

وأما من عبر بكونها للجمع المطلق ، فليس بواف بالمراد ; لأن المطلق هو الذي لم يقيد بشيء ، فيدخل فيه صورة واحدة ، وهو قولنا مثلا : قام زيد وعمرو فلا يدخل فيه القيد بالمعية ، ولا بالتقديم ، ولا بالتأخير لخروجها بالتقييد عن الإطلاق . وأما مطلق الجمع : فمعناه : أي جمع كان . فحينئذ تدخل فيه الصور كلها ، ومما يشبه ذلك : مطلق الأمر ، والأمر المطلق ، فإذا قلت " الأمر المطلق " فقد أدخلت اللام على الأمر ، وهي تفيد العموم والشمول ، ثم وصفته بعد ذلك بالإطلاق ، بمعنى أنه لم يقيد بقيد يوجب تخصيصه من شرط أو صفة أو غيرهما .

فهو عام في كل فرد من الأفراد التي هذا شأنها . وأما مطلق الأمر : فالإضافة فيه ليست للعموم ، بل للتمييز . فهو قدر مشترك بين مطلق لا عام ، فيصدق بفرد من أفراده . وعلى هذا : فمطلق البيع ينقسم إلى جائز وغيره . والبيع المطلق للجائز فقط ، والأمر المطلق للوجوب ، ومطلق الأمر ينقسم إلى واجب ومندوب ، والماء المطلق طهور ، ومطلق الماء ينقسم إلى طهور وغيره . والملك المطلق هو الذي يثبت للحر ، ومطلق الملك يثبت للحر والعبد فإذا قيل : العبد هل يملك أو لا ؟ كان الصواب إثبات مطلق الملك له دون الملك المطلق .

وإذا قيل . الفاسق مؤمن أو غير مؤمن ؟ ، فهو على هذا التفصيل . وبهذا التحقيق يزول الإشكال في مسألة المندوب . هل هو مأمور به أم لا ؟ وفي مسألة الفاسق : المسلم هل هو مؤمن أم لا ؟ . ( وتأتي ) الواو ( بمعنى مع ) كقولهم : جاء البرد والطيالسة ، ونحوه من المفعول معه ( و ) تأتي بمعنى ( أو ) كقوله تعالى ( { فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } ) وقوله ( { أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع } ) .

( و ) تأتي بمعنى ( رب ) كقوله :

وبلدة ليس بها أنيس

وقول الآخر :

ونار لو نفخت بها أضاءت     ولكن أنت تنفخ في رماد

[ ص: 75 ] ( و ) تأتي الواو ( لقسم ) كقوله تعالى ( { والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر } ) ( و ) تأتي ( لاستئناف ) وهو كثير ( و ) تأتي ل ( حال ) أي : بمعنى الحال . نحو جاء زيد والشمس طالعة ، جاء زيد وهو يضحك

التالي السابق


الخدمات العلمية