الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5068 [ 2757 ] وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس ، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه .

                                                                                              رواه مسلم (2836) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " خلق الله آدم على صورته ") هذا الضمير عائد على أقرب مذكور ، وهو آدم ، وهو أعم ، وهذا الأصل في عود الضمائر ، ومعنى ذلك : أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالا ، ولا تردد في الأرحام أطوارا ; إذ لم يخلقه صغيرا فكبر ، ولا ضعيفا فقوي ، بل خلقه رجلا كاملا سويا قويا ، بخلاف سنة الله في ولده ، ويصح أن يكون معناه للإخبار عن أن الله تعالى خلقه يوم خلقه على الصورة التي كان عليها بالأرض ، وأنه لم يكن في الجنة على صورة أخرى ، ولا اختلفت صفاته ، ولا صورته ، كما تختلف صور الملائكة [ ص: 184 ] والجن ، والله تعالى أعلم . ولو سلمنا أن الضمير عائد على الله تعالى لصح أن يقال هنا : إن الصورة بمعنى الصفة ، وقد بيناه فيما تقدم . وقد ذكرنا في قوله : " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر " فإن معناه على صفته من الإضاءة ، لا على صورته من الاستدارة .

                                                                                              و (قوله : " فلما خلقه الله قال : اذهب فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس ") الكلام إلى آخره دليل على تأكد حكم السلام ، فإنه مما شرع وكلف به آدم ، ثم لم ينسخ في شريعة من الشرائع ، فإنه تعالى أخبره أنها تحيته وتحية ذريته من بعده ، ثم لم يزل ذلك معمولا به في الأمم على اختلاف شرائعها ، إلى أن انتهى ذلك إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فأمر به وبإفشائه ، وجعله سببا للمحبة [ ص: 185 ] الدينية ، ولدخول الجنة العلية ، وهذا كله يشهد لمن قال بوجوبه ، وهو أحد القولين للعلماء ، وقد تقدم القول في ذلك .




                                                                                              الخدمات العلمية