الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 254 ] فصل : وإذا أوضحه في جميع رأسه ، ورأس الجاني أكبر ، فأحب أن يستوفي القصاص بعضه من مقدم الرأس وبعضه من مؤخره ، احتمل أن يمنع منه ; لأنه يأخذ موضحتين بواحدة ، وديتهما مختلفة ، واحتمل الجواز ; لأنه لا يجاوز موضع الجناية ولا قدرها ، إلا أن يقول أهل الخبرة : إن في ذلك زيادة ضرر أو شين ، فلا يفعل . ولأصحاب الشافعي كهذين . فإن كان رأس المجني عليه أكبر ، فأوضحه الجاني في مقدمه ومؤخره موضحتين ، قدرهما جميع رأس الجاني ، فله الخيار بين أن يوضحه موضحة واحدة في جميع رأسه ، أو يوضحه موضحتين ، يقتصر في كل واحدة منهما على قدر موضحته ، ولا أرش لذلك ، وجها واحدا ; لأنه ترك الاستيفاء مع إمكانه . وإن عفا إلى الأرش ، فله أرش موضحتين ، وإن شاء اقتص من أحدهما ، وأخذ دية الأخرى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية