[ ص: 259 ] مسألة
nindex.php?page=treesubj&link=22216لا يشترط في الناسخ أن يكون متأخرا عن المنسوخ في التلاوة . وهذا كالآية الدالة على البقاء بالبيت سنة متأخرة عن الدالة على البقاء أربعة أشهر وعشرا ، لأنها متقدمة في النزول على أربعة أشهر وعشر ، ولكن كتابتها في المصحف جاءت على خلاف ما وقع به النزول ، كذلك نقله المفسرون وشبهوه لقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها } وهذا نزل بعد أن تولوا عن القبلة الأولى ، وتوجهوا إلى
الكعبة ، ثم جاء بعد ذلك : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها } وقوله : { فلنولينك } يدل على أنه لم يحول بعد . وقوله : { فلنولينك } نزل قبل التحويل ، وقوله : { ما ولاهم } نزل بعد التحويل ، فلم يأت الترتيب في الكتابة على مقتضى النزول ، فتفهم هذا الفصل فإنه دقيق المسألة ، عزيز الأمثلة .
[ ص: 259 ] مَسْأَلَةٌ
nindex.php?page=treesubj&link=22216لَا يُشْتَرَطُ فِي النَّاسِخِ أَنْ يَكُونَ مُتَأَخِّرًا عَنْ الْمَنْسُوخِ فِي التِّلَاوَةِ . وَهَذَا كَالْآيَةِ الدَّالَّةِ عَلَى الْبَقَاءِ بِالْبَيْتِ سُنَّةٌ مُتَأَخِّرَةٌ عَنْ الدَّالَّةِ عَلَى الْبَقَاءِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ، لِأَنَّهَا مُتَقَدِّمَةٌ فِي النُّزُولِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَعَشْرٍ ، وَلَكِنَّ كِتَابَتَهَا فِي الْمُصْحَفِ جَاءَتْ عَلَى خِلَافِ مَا وَقَعَ بِهِ النُّزُولُ ، كَذَلِكَ نَقَلَهُ الْمُفَسِّرُونَ وَشَبَّهُوهُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا } وَهَذَا نَزَلَ بَعْدَ أَنْ تَوَلَّوْا عَنْ الْقِبْلَةِ الْأُولَى ، وَتَوَجَّهُوا إلَى
الْكَعْبَةِ ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } وَقَوْلُهُ : { فَلَنُوَلِّيَنَّكَ } يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُحَوَّلْ بَعْدُ . وَقَوْلُهُ : { فَلَنُوَلِّيَنَّكَ } نَزَلَ قَبْلَ التَّحْوِيلِ ، وَقَوْلُهُ : { مَا وَلَّاهُمْ } نَزَلَ بَعْدَ التَّحْوِيلِ ، فَلَمْ يَأْتِ التَّرْتِيبُ فِي الْكِتَابَةِ عَلَى مُقْتَضَى النُّزُولِ ، فَتَفَهَّمَ هَذَا الْفَصْلَ فَإِنَّهُ دَقِيقُ الْمَسْأَلَةِ ، عَزِيزُ الْأَمْثِلَةِ .