الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ؛ أي: من كان يريد العاجلة بعمله؛ أي: الدنيا؛ عجل الله لمن أراد أن يعجل له ما يشاء الله؛ أي: ليس ما يشاء هو؛ و"ما يشاء"؛ بمعنى "ما نشاء"؛ ويجوز أن يكون المضمر في "نشاء"؛ "من"؛ المعنى: "عجلنا للعبد ما يشتهيه"؛ إذا أراد الله ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ثم جعلنا له جهنم ؛ لأنه لم يرد الله بعمله؛ يصلاها مذموما ؛ و"مذؤوما"؛ في معنى واحد؛ مدحورا ؛ أي: مباعدا من رحمة الله؛ يقال: "دحرته؛ أدحره؛ دحرا؛ ودحورا"؛ إذا باعدته عنك؛ ثم أعلم الله - عز وجل - أن يعطي المسلم؛ والكافر؛ وأن يرزقهما جميعا؛ فقال: كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ؛ أي: نمد المؤمنين؛ والكافرين؛ من عطاء ربك.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية