الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها ؛ "عنهم"؛ هذه الهاء والميم؛ يرجعان على ذي القربى؛ والمسكين؛ وابن السبيل؛ "وإما تعرضن عنهم"؛ أي: "وإن أعرضت عنهم"؛ ابتغاء رحمة من ربك ترجوها ؛ أي: لطلب رزق من ربك ترجوه؛ فقل لهم قولا ميسورا ؛ "ابتغاء"؛ منصوب؛ لأنه مفعول له؛ المعنى: "وإن أعرضت عنهم لابتغاء رحمة من ربك"؛ وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سئل وليس عنده ما يعطي؛ أمسك انتظار الرزق يأتي من الله - جل وعز -؛ كأنه يكره الرد ؛ فلما نزلت هذه الآية: فقل لهم قولا ميسورا ؛ كان - عليه السلام - إذا سئل؛ فلم يكن عنده ما يعطي؛ قال: "يرزقنا [ ص: 236 ] الله وإياكم من فضله" ؛ فتأويل قوله: ميسورا - والله أعلم - أنه يكسر عليهم فقرهم بدعائه لهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية