الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 336 ] فصل في الحرام وهو لغة : المنع . قال الله تعالى : { وحرمنا عليه المراضع من قبل } أي : حرمناه رضاعهن ومنعناه منهن ، إذ لم يكن حينئذ مكلفا ، وقوله تعالى : { إن الله حرمهما على الكافرين } ويطلق بمعنى الوجوب كقوله :

                                                      فإن حراما لا أرى الدهر باكيا على شجوه إلا بكيت على عمرو

                                                      وعليه خرج قوله تعالى : { وحرام على قرية } أي وواجب على قرية أردنا إهلاكها أنهم لا يرجعون عن الكفر إلى الإيمان ، وحكي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه ، وفي الاصطلاح : ما يذم فاعله شرعا من حيث هو فعل ، ومن أسمائه القبيح ، والمنهي عنه ، والمحظور . وقال أبو عبد الله الزبيري : الحرام يكون مؤبدا ، والمحظور قد يكون [ ص: 337 ] إلى غاية حكاه عنه العسكري في فروقه " ، وفي " النكت " لابن الفارض المعتزلي حكى الشيخ أبو عبد الله يعني البصري عن فقهاء العراق أنهم كانوا يقولون : محرم في القبيح إذا كان طريق قبحه مقطوعا به ، ويقولون : مكروه فيما كان طريقه مجتهدا فيه كسؤر كثير من السباع . قال ابن سراقة : وسماه الشافعي في كثير من كتبه مكروها أيضا توسعا ، والأظهر أن لفظ المكروه لا يقتضي التحريم .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية