الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الرجلين يشتركان على أن يحتشا أو يحتطبا على أنفسهما أو دوابهما قلت : هل يجوز للشريكين أن يشتركا ، على أن يحتطبا الحطب ، فما احتطبا من شيء فهو بينهما نصفين ؟ قال : إن كانا يعملان جميعا معا في موضع واحد فلا بأس بذلك وذلك جائز ، وإن كانا يحتطبان كل واحد منهما على حدة ، فما حطب هذا فهو بينهما وما [ ص: 601 ] حطب هذا فهو بينهما ، فهذا لا يجوز ، مثل ما قال في الخياطين يعملان ، هذا في حانوت وهذا في حانوت . قلت : وكذلك إن اشتركا على أن يحتشا الحشيش ، أو يجمعا بقل البرية وأثمار البرية فيبيعانه ، فما باعا به من شيء فهو بينهما ، أو اشتركا على أنهما إذا جمعا ذلك اقتسماه بينهما ؟ قال : إن كانا يعملان ذلك معا ، فما احتشا اقتسماه بينهما ، أو ما جمعا من الثمار أو باعا من ذلك ، فالثمن بينهما فلا بأس بذلك .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن اشتركا على أن يحتطبا على دوابهما ، أو على غلمانهما ، أو يحتشا عليهم ، أو يلقطا الحب أو الثمار ، أو يحملاه على الدواب فيبيعان ذلك ، أتجوز هذه الشركة في قول مالك أم لا ؟ قال : إذا كانا جميعا ، يعملان في عمل واحد لا يفترقان ، فذلك جائز . وهذا بمنزلة لو عملا بأيديهما في شيء واحد . وقد قال مالك في الزرع يشتركان فيه ، فيأتي كل واحد منهما بثوره وبغلامه وما أشبه هذا من أداة الحرث - قال مالك : هذا جائز ، وهذا بمنزلته .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية