الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4986 (28) ومن سورة المنافقين

                                                                                              [ 2915 ] عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يصعد الثنية ، ثنية المرار ، فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل .

                                                                                              قال : فكان أول من صعدها خيلنا خيل بني الخزرج ، ثم تتام الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكلكم مغفور له ، إلا صاحب الجمل الأحمر ، فأتيناه فقلنا له : تعال يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : والله لأن أجد ضالتي أحب إلي من أن يستغفر لي صاحبكم ، قال : وكان رجل ينشد ضالة له .


                                                                                              رواه مسلم (2780) (12) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (28) ومن سورة المنافقين

                                                                                              (قوله : " من يتسور ثنية المرار ") يتسور : يعلو . وتسورت الجدار : علوته ، وفي الرواية الأخرى : " من يصعد " وهذا واضح ، والثنية : الطريق في الجبل . والمرار - بضم الميم - : وهي ثنية معروفة وعرة المرتقى ، فحث النبي صلى الله عليه وسلم على صعودها ، ولعل ذلك للحراسة .

                                                                                              و (قوله : " حط عنه ما حط عن بني إسرائيل ") أي : غفرت خطاياه كما وعد بنو إسرائيل حين قيل لهم : وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم [ البقرة : 58 ] يعني بذلك : أن من صعد تلك الثنية غفرت خطاياه كما كانت خطايا بني إسرائيل تحط وتغفر لو فعلوا ما أمروا به من الدخول ، وقول الحطة ، لكنهم لم يفعلوا ما أمروا به بل تمردوا واستهزؤوا ، فدخلوا يزحفون على أستاههم ، وقالوا [ ص: 409 ] حنطة في شعرة ، وقد لا يبعد أن يكون بعضهم دخل على نحو ما أمر به فغفر له ، غير أنه لم ينقل ذلك إلينا .

                                                                                              و (قوله صلى الله عليه وسلم : " كلكم مغفور له إلا صاحب الجمل ") لما صعدوا كما أمروا أنجز لهم ما به وعدوا ، فإن الله تعالى لا يخلف الميعاد ولا رسوله . وقيل : إن صاحب الجمل هو الجد بن قيس ، المنافق . وينشد ضالته : يطلبها ، ونشدت الضالة : طلبتها ، وأنشدتها : عرفتها .




                                                                                              الخدمات العلمية