الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) : الظاهر أن الصلاة هي التي فرضت عليه . وقيل : صلاة الليل . وقيل : صلاة العيد لمناسبة النسك . وقيل : الدعاء والتذلل والنسك يطلق على الصلاة أيضا وعلى العبادة وعلى الذبيحة ، وأما في الآية فقال ابن عباس ، وابن جبير ومجاهد ، وابن قتيبة : هي الذبائح التي تذبح لله ، وجمع بينهما ، كما قال : فصل لربك وانحر . ويؤيد ذلك أنها نازلة قد تقدم ذكرها ، والجدال فيها في السورة . وقال الحسن : الدين والمذهب . وقيل : العبادة الخالصة . ومعنى : ( ومحياي ومماتي لله ) أنه لا يملكهما إلا الله ، أو حياتي لطاعته ومماتي رجوعي إلى جزائه ، أو ما آتيه في حياتي من العمل الصالح وما أموت عليه من الإيمان لله ، ثلاثة أقوال . وقال أبو عبد الله الرازي : معنى كونهما لله لخلق الله ، وهذا يدل على أن طاعة العبد مخلوقة لله . انتهى . وقال ابن عطية : أمره تعالى أن يعلن أن مقصده في صلاته وطاعاته من ذبيحة وغيرها وتصرفه مدة حياته وحاله من الإخلاص والإيمان عند مماته إنما هو لله عز وجل ، وإرادة وجهه وطلبه رضاه ، وفي إعلان النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه المقالة ما يلزم المؤمنين التأسي به حتى يلزموا في جميع أعمالهم قصد وجهه عز وجل وله تصرفه في جميع ذلك كيف شاء . وقرأ الحسن ، وأبو حيوة ( ونسكي ) بإسكان السين ، وما روي عن نافع من سكون ياء المتكلم في ( محياي ) هو جمع بين ساكنين أجري الوصل فيه مجرى الوقف ، والأحسن في العربية الفتح . قال أبو علي : هي شاذة في القياس لأنها جمعت بين ساكنين ، وشاذة في الاستعمال ، ووجهها أنه قد سمع من العرب التقت حلقتا البطان ، ولفلان بيتا المال ، وروى أبو خالد عن نافع ( ومحياي ) بكسر الياء . وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى والجحدري ومحيي على لغة هذيل ، كقول أبي ذؤيب .

سبقوا هوي . وقرأ عيسى بن عمر ( صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي ) بفتح الياء ، وروي ذلك عن عاصم من سكون ياء المتكلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية