الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            معلومات الكتاب

                                                            الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع

                                                            الخطيب البغدادي - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت

                                                            صفحة جزء
                                                            444 - أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر ، أنا عمر بن محمد الناقد ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، قال ، قال أبو زكريا [ ص: 230 ] يحيى بن يوسف الزمي : كنا عند سفيان ، فأتاه رجل من أهل بلخ ، فجعل يكتب ، فسمع سفيان وقع الميل على اللوح ، فالتفت إليه فأخذ لوحه ، فقال : تكتب عندي ؟ فقلنا له : اسكت ، فلما فرغ من حديثه وأراد أن يقوم من مجلسه ، قال له : يا بلخي ، أتدري ما مثلي ومثلك ؟ قال : لا أدري ، قال : نا عمرو بن دينار ، سمع أبا فاختة سعيد بن علاقة ، قال : حدثني جار لي ، قال : أتيت عليا عليه السلام بأسير يوم صفين ، فقال : لا تقتلني صبرا ، قال : " لا أقتلك صبرا ، إني أخاف الله رب العالمين ، أتبايع ؟ أفيك خير ؟ " ، قال : نعم . قال للذي جاء به : " خذ سلاحه " . قال سفيان : لم ينفله ، إنه لا يحل مال امرئ مسلم . ولكن قال : " خذ سلاحه ، لا يقاتلنا به مرة أخرى حتى ينقطع الحرب فيما بيننا وبينهم " ، وقد أخذت سلاحك - يعني ألواحه - وقد رددته عليك .

                                                            قال أبو بكر : وإنما كانوا يكتبون في الألواح ؛ لكي يحفظوا المكتوب ، ثم يمحون الكتابة ، فمن أراد رسم المسموع للتأبيد ومال في كتابته إلى البقاء والتخليد ، فكونه في الصحف أولى ، وتضمينه الكراريس أحفظ له وأبقى . [ ص: 231 ]

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية