الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الأنوار في شمائل النبي المختار

البغوي - الحسين بن مسعود البغوي

صفحة جزء
132 - أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر أنا محمد بن عيسى نا إبراهيم بن محمد بن سفيان نا مسلم بن الحجاج نا أبو بكر بن أبي شيبة نا شبابة بن سوار نا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد رضي الله تعالى عنه قال : أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد منهم يقبلنا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز فقال النبي صلى الله عليه وسلم : احتلبوا هذا اللبن بيننا قال : فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان نصيبه ويرفع النبي صلى الله عليه وسلم نصيبه فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان ثم يأتي المسجد فيصلي ثم يأتي شرابه فيشرب فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي فقال : محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة فأتيتها فشربتها فلما أن وغلت في بطني ند مني الشيطان فقال : ويحك ما صنعت ؟ أشربت شراب محمد فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك وعلي شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي وإذا وضعتها على رأسي [ ص: 124 ] خرج قدماي وجعل لا يجيء النوم قال : فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلم كما كان يسلم ثم أتى المسجد فصلى ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا فرفع رأسه إلى السماء فقلت : الآن يدعو علي فأهلك فقال : اللهم أطعم من أطعمني واسق من أسقاني قال : فعمدت إلى الشملة فشددتها علي وأخذت الشفرة وانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي حافل وإذا هن حفل كلهن فعمدت إلى إناء لآل محمد ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه فحلبت فيه حتى علته رغوة فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فقلت : يا رسول الله اشرب فشرب فلما عرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد روي وأصبت دعوته ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض فقال : النبي صلى الله عليه وسلم إحدى سوآتك يا مقداد فقلت : يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وفعلت كذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذه إلا رحمة من الله أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبا منها فقلت : والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها معك من أصابها من الناس . .

[ ص: 125 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية