الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 531 ] الثالث : إذا وجد في كتابه خلاف حفظه ، فإن كان حفظ منه رجع ، وإن كان حفظ من فم الشيخ اعتمد حفظه إن لم يشك ، وحسن أن يجمع فيقول : حفظي كذا وفي كتابي كذا ، وإن خالفه غيره قال : حفظي كذا وقال فيه غيري أو فلان كذا ، وإذا وجد سماعه في كتابه ولا يذكره فعن أبي حنيفة وبعض الشافعية ، لا يجوز روايته . ومذهب الشافعي وأكثر أصحابه ، وأبي يوسف ، ومحمد ، جوازها ، وهو الصحيح ، وشرطه أن يكون السماع بخطه أو خط من يثق به ، والكتاب مصون يغلب على الظن سلامته من التغيير ، وتسكن إليه نفسه ، فإن شك لم يجز .

        [ ص: 531 ]

        التالي السابق


        [ ص: 531 ] ( الثالث : إذا وجد ) الحافظ الحديث ( في كتابه خلاف ) ما في ( حفظه ، فإن كان حفظ منه رجع إليه ، وإن كان حفظ من فم الشيخ اعتمد حفظه إن لم يشك ، وحسن أن يجمع ) بينهما في رواية ( فيقول : حفظي كذا وفي كتابي كذا ) هكذا فعل شعبة وغيره .

        ( وإن خالفه غيره ) من الحفاظ فيما يحفظ ( قال : حفظي كذا وقال فيه غيري ، أو فلان كذا ) فعل ذلك الثوري وغيره .

        ( وإذا وجد سماعه في كتابه ولا يذكره ، فعن أبي حنيفة وبعض الشافعية لا يجوز ) له ( روايته ) حتى يتذكر .

        ( ومذهب الشافعي وأكثر أصحابه وأبي يوسف ومحمد ) بن الحسن ( جوازها وهو الصحيح ) لعمل العلماء به سلفا وخلفا ، وباب الرواية على التوسعة .

        ( وشرطه أن يكون السماع بخطه أو خط من يثق به والكتاب مصون ) ، [ ص: 532 ] بحيث ( يغلب على الظن سلامته من التغيير ، وتسكن إليه نفسه ) وإن لم يذكر أحاديثه حديثا حديثا ، ( فإن شك ) فيه ( لم يجز ) له الاعتماد عليه ، وكذا إن لم يكن الكتاب بخط ثقة بلا خلاف .

        وعبر في الروضة والمنهاج كأصليهما عن الشرط بقوله : " محفوظ عنده " ، فأشعر بعدم الاكتفاء بظن سلامته من التغيير .

        وتعقبه البلقيني في التصحيح ، فإن المعتمد عند العلماء قديما وحديثا العمل بما يوجد من السماع والإجازة مكتويا في الطباق التي يغلب على الظن صحتها ، وإن لم يتذكر السماع ولا الإجازة ولم تكن الطبقة محفوظة عنده . انتهى .

        وهذا هو الموافق لما هنا ، وقد مشى عليه صاحب الحاوي الصغير فقال : ويروى بخط المحفوظ ولم تكن الطبقة محفوظة عنده .




        الخدمات العلمية