الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 38 ] 17 - باب الترهيب من الظلم وإعانة الظلمة

                                                                                        2134 - قال الحارث : حدثنا داود بن المحبر ، ثنا ميسرة بن عبد ربه ، عن أبي عائشة السعدي ، عن يزيد بن عمر ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم ، قالا : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكر الحديث ... وفيه ومن تولى خصومة قوم بمظلمة ، أو أعانهم عليه نزل به الملك يبشره بلعنة ونار خالدا فيها وبئس المصير ، ومن خف لسلطان جائر في حاجة فهو قرينه في النار ، ومن دل سلطانا على جور قرن مع هامان في النار ، وكان هو وذلك السلطان من أشد الناس عذابا ، ومن لطم خد مسلم لطمة بدد الله تعالى عظامه يوم القيامة ثم يسلط عليه النار ، ويبعث [حين يبعث] مغلولا حتى يرد النار ، ومن تعلق سوطا بين يدي سلطان جائر جعل الله تعالى له حية طولها سبعون ألف ذراع فتسلط عليه في نار جهنم خالدا مخلدا ، ومن سعى بأخيه [ ص: 39 ] إلى السلطان أحبط الله عمله كله ، فإن وصل إليه مكروه أو أذى جعله الله تعالى مع هامان في درجته في النار ، ومن تولى عرافة قوم حبس على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة ، وحشر ويده مغلولة إلى عنقه ، فإن كان أقام أمر الله فيهم أطلق ، وإن كان ظالما هوى في نار جهنم سبعين خريفا " .

                                                                                        وفيه " ألا وإن الله تعالى - جل ثناؤه - لا يظلم ولا يجوز عليه الظلم ، وهو بالمرصاد ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد " .

                                                                                        [ ص: 40 ] [ ص: 41 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية