الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5305 - حدثنا محمد بن الوليد القرشي ، قال : نا محمد بن جعفر ، قال : نا عوف عن زرارة بن أوفى ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة ففظعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي ، فقعد معتزلا حزينا فمر به عدو الله أبو جهل ، فجاء حتى جلس فقال كالمستهزئ بي : هل كان من شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، قال : ما هو ؟ قال : أسري بي الليلة ، قال : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس ، قال : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟! قال : نعم ، قال : فلم يره أنه يكذبه ، فقال : أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم بما حدثتني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، فقال : يا معشر بني كعب بن لؤي فانفضت إليه المجالس وجاؤوا حتى جلسوا إليه ، فقال : حدث قومك بما حدثتني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أسري بي الليلة ، قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس ، قالوا : وأصبحت بين أظهرنا ؟ قال : نعم ، قال : فمن بين مصفق ومن واضع يده على رأسه للتكذيب منكرا قالوا : تستطيع أن تنعت لنا المسجد ؟ قال : فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت ، قال : فجيء بالمسجد [ ص: 444 ] وأنا أنظر حتى جعل دون دار غفار ، أو عقيل ، قال : فنعته وأنا أنظر إليه ، قال : وكان في القوم من قد رآه فقال القوم : أما النعت فوالله لقد أصاب .

وهذا الحديث لا نعلم أحدا حدث به إلا عوف عن زرارة ، ولا نعلم أسند عوف عن زرارة إلا حديثين أحدهما ، عن ابن عباس ، والآخر عن عبد الله بن سلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية