الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 741 ] 37 - باب الترهيب من الكذب

                                                                                        3101 - قال أبو يعلى : حدثنا زكريا بن يحيى ، وأحمد بن إبراهيم الموصلي قالا : حدثنا سيف بن هارون البرجمي ، عن عصمة بن بشير قال : حدثني الفزع قال : حدثني المنقع قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة إبلنا فقلت : يا رسول الله هذه صدقة إبلنا قال : فأمر بها صلى الله عليه وسلم فقسمت قال : قلت : يا رسول الله إن فيها ما بين هدية لك وصدقة ، قال : فعزلت الهدية عن الصدقة فمكثت أياما وخاض الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم باعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى رقيق مصر فمصدقهم ، قال : قلت : إن لنا لغنى ، وما عند أهلي من مال أفلا أصدقهم قبل أن يقدم علي ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذ هو على ناقة ومعه أسود قد حاذى رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت أحدا من الناس أطول منه ، فلما دنوت منه هوى إلي ، قال : فكفه النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن الناس خاضوا أنك باعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى رقيق مصر فمصدقهم .

                                                                                        قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه حتى رأينا بياض إبطيه ، ثم قال : اللهم إني لا أحل لهم أن يكذبوا علي .

                                                                                        قال المنقع : فما حدثت حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا نطق به [ ص: 742 ] كتاب أو أخبرت به سنة ، يكذب عليه في حياته ، فكيف بعد موته صلى الله عليه وسلم ؟
                                                                                        .

                                                                                        [ ص: 743 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية