الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9076 - وبه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد لا يؤدي زكاة ماله ، إلا أتي به وبماله فأحمي عليه صفائح في نار جهنم ، فيكوى به جبهته وجبينه وظهره ، حتى يحكم الله تعالى بين عباده في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ، ثم يرى سبيله ؛ إما إلى الجنة ، وإما إلى النار . ولا عبد لا يؤدي صدقة إبله إلا جيء به وبإبله على أوفر ما [ ص: 41 ] كانت ، فيبطح لها بقاع قرقر فتسير عليه ، كلما مضى أخراها رد أولاها ، حتى يحكم الله تبارك وتعالى بين عباده ، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ، ولا عبد لا يؤدي صدقة غنمه إلا أتي به وبغنمه على أوفر ما كانت ، فيبطح لها بقاع قرقر فتسير عليه [كلما] مضى عنه آخرها رد عليه أولها ، تطأه بأظلافها وتنطحه بقرونها ، ليس فيها عقصاء ولا جلحاء حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار .

قالوا : يا رسول الله ، والخيل ؟ قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة .

والخيل لثلاثة : هي لرجل أجر ، ولرجل ستر ، وعلى رجل وزر .

أما الذي هي له أجر : فالذي يتخذها في سبيل الله ويعدها له ، هي له أجر ، لا تغيب في بطونها شيء إلا كتب له به أجر ، ولو عرض له مرج أو مرجان فرعاها فيه كتب له بما غيبت أجر ، ولو استنت شرفا أو شرفين كتب له بكل خطوة أجر ، ولو عرض له نهر فسقاها ، كانت له بكل قطرة غيبت في بطونها منه أجر ، حتى إنه ذكر الأجر في أرواثها وأبوالها .

وأما التي هي له ستر : فالذي يتخذها تعففا وتجملا وتسترا ، ولا يحبس حق ظهورها وبطونها في يسرها وعسرها .

وأما الذي هي عليه وزر : فالذي يتخذها أشرا وبطرا ، ورياء الناس ، ويندم عليها .

قالوا : يا رسول الله ، الحمر ؟ قال : ما أنزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
.

[ ص: 42 ] وهذا الحديث قد رواه سهيل وزيد بن أسلم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية