الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الأنوار في شمائل النبي المختار

البغوي - الحسين بن مسعود البغوي

صفحة جزء
225 - وحدثنا المطهر بن علي أنا محمد بن إبراهيم أنا عبد الله بن محمد بن جعفر نا محمد بن العباس بن أيوب نا إسحق بن الضيف نا إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثني أبي عمر عن عكرمة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يستعينه في شيء فأعطاه شيئا ثم قال : أحسنت إليك قال الأعرابي : لا ولا أجملت [ ص: 187 ] قال : فغضب المسلمون وقاموا إليه فأشار إليهم أن كفوا ثم قام النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فدخل منزله ثم أرسل إلى الأعرابي فدعاه إلى البيت فقال : إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت فزاده رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم شيئا ثم قال : أحسنت إليك ؟ قال الأعرابي : نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك وقلت ما قلت وفي أنفس أصحابي شيء من ذلك فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك قال : نعم فلما كان الغد أو العشي جاء فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : إن صاحبكم هذا كان جاء فسألنا فأعطيناه فقال : ما قال : وإنا دعوناه إلى البيت فأعطيناه فزعم أنه قد رضي أكذلك ؟ قال الأعرابي : نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا قال أبو هريرة : فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : ألا إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل له ناقة شردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا فناداهم صاحب الناقة خلوا بيني وبين الناقة فأنا أرفق الناس بها وأعلم فتوجه لها صاحب الناقة بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها هوى هوى حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى [ ص: 188 ] عليها وإني لو تركتكم حيث قال : الرجل ما قال : فقتلتموه دخل النار .

التالي السابق


الخدمات العلمية