الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الأنوار في شمائل النبي المختار

البغوي - الحسين بن مسعود البغوي

صفحة جزء
410 - وحدثنا المطهر بن علي أنا محمد بن إبراهيم أنا عبد الله بن جعفر نا ابن أبي حاتم أنا الفضل بن شاذان نا زنيج نا الحجاج بن أبي عثمان الصواف عن أبي الزبير عن جابر رضي الله تعالى عنه قال : غزا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة وغبت عن اثنتين فبينما أنا معه في بعض غزوته إذ أعيى ناضحي تحت الليل فبرك فكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في أخريات الناس فيزجي الضعيف ويردف ويدعو لهم فانتهى إلي وأنا أقول يا لهف أمياه ما زال لنا ناضح سوء فقال : من هذا ؟ قلت : أنا جابر بأبي وأمي يا رسول الله قال : ما شأنك ؟ قلت : أعيى ناضحي قال : أمعك عصا ؟ قلت : نعم فضربه ثم بعثه ثم أناخه ووطئ دماغه وقال [ ص: 314 ] اركب فركبت وسايرته فجعل جملي يسبقه فاستغفر لي تلك الليلة خمسة وعشرين مرة فقال : لي ما ترك عبد الله من الولد ؟ يعني أباه قلت : سبع نسوة وقال : أترك عليه دينا ؟ قلت : نعم قال : فإذا قدمت المدينة فعاطفهم فإن أبوا فإذا حضر جذاذ نخلكم فآذني وقال : هل تزوجت ؟ قلت : نعم قال : بمن ؟ قلت : بفلانة بنت فلان بأيم كانت بالمدينة قال : فهلا فتاتا تلاعبها وتلاعبك ؟ قلت : يا رسول الله كن عندي نسوة خرق يعني أخواته فكرهت أن آتيهن بامرأة خرقاء فقلت : هذه أجمع لأمري قال : أصبت ورشدت بعني جملك قلت : نعم بخمس أواق من ذهب قال : قد أخذناه فلما قدم المدينة أتيته بالجمل فقال : أيا بلال أعطه خمس أواق من ذهب يستعين به في دين عبد الله وزده ثلاثا واردد عليه جمله قال : هل قاطعت غرماء عبد الله ؟ قلت : لا يا رسول الله قال : أترك وفاء ؟ قلت : لا قال : لا عليك إذا حضر جذاذ نخلكم فآذني فآذنته فدعا لنا [ ص: 315 ] فجذذنا فاستوفى كل غريم كان يطلب ثمرا وفاء وبقي لنا ما كنا نجذ وأكثر فقال : ارفعوا ولا تكيلوا قال : فرفعنا وأكلنا منه زمانا .

التالي السابق


الخدمات العلمية