الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الأنوار في شمائل النبي المختار

البغوي - الحسين بن مسعود البغوي

صفحة جزء
458 - وحدثنا المطهر بن علي أنا محمد بن إبراهيم أنا عبد الله بن محمد بن جعفر نا إسحق بن جميل نا سفيان بن وكيع بإسناد أبي عيسى عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال : سألت أبي عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كان إذا أوى إلى منزله فساق الحديث إلى أن قال : كان لا يجلس ولا يقوم إلا بذكر الله ولا [ ص: 349 ] يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ويعطي كل جلسائه بنصيبه ولا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم منه من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ومن سأله حاجة لم ينصرف إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس خلقه فصار لهم أبا نصفة وخلقا وصاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة لا يرفع فيه الأصوات ولا يؤبن فيه الحرم ولا تنثى فلتاته معتدلين يتواصون فيه بالتقوى وساق الحديث إلى أن قال : قد ترك نفسه من ثلاث : المراء والإكثار وما لا يعنيه وزاد : في آخره قال : فسألته كيف كان سكوته ؟ قال : كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربع : على الحلم والحزن والحذر والتقدير والتفكير فأما تقديره فهي تسوية النظر والاستماع من الناس وأما تفكيره ففيما يبقى ويفنى وجمع له الحلم والصبر فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه وجمع له الحذر في أربعة : أخذه بالحسن فيقتدى به وتركه القبيح لينتهى عنه واجتهاده الرأي فيما أصلح أمته والقيام فيما خير لهم فيما يجمع لهم خير الدنيا والآخرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية