الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الأنوار في شمائل النبي المختار

البغوي - الحسين بن مسعود البغوي

صفحة جزء
55 - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد النعيمي أنا محمد بن يوسف نبا محمد بن إسماعيل نبا أحمد بن يزيد بن إبراهيم أبو الحسن الجراني نا زهير بن معاوية نا أبو إسحق عن البراء بن عازب يقول : [ ص: 54 ] جاء أبو بكر إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلا فقال : لعازب ابعث معي ابنك يحمله معي إلى منزلي فقال لي أي احمله فحملته وخرج أبي معه ينتقد ثمنه فقال له أبي يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما حين سريت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم أسرينا ليلتنا ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق لا يمر فيه أحد فرفعت لنا صخرة لها ظل لم تأت عليه الشمس فنزلنا عنده وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكانا بيدي ينام عليه وبسطت عليه فروة فقلت نم يا رسول الله وأنا أنفض ما حولك فنام وخرجت أنفض ما حوله فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي أردنا فقلت : لمن أنت يا غلام ؟ قال : لرجل من أهل المدينة أو مكة قلت : أفي غنمك لبن ؟ قال : نعم قلت : أفتحلب ؟ قال : نعم فأخذ شاة فقلت : انفض الضرع من التراب والشعر والقذى فحلب في قعب كثبة من لبن ومعي إداوة حملتها للنبي صلى الله عليه وسلم يرتوي فيها يشرب ويتوضأ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فكرهت أن أوقظه فوافقته حتى استيقظ فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله فقلت اشرب يا رسول الله قال : فشرب حتى رضيت ثم قال : ألم يأن للرحيل ؟ قلت : بلى قال : فارتحلنا بعد ما مالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك فقلت : أتينا يا رسول الله فقال : لا تحزن إن الله معنا فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فارتطمت به [ ص: 55 ] فرسه إلى بطنها أرى في جلد من الأرض شك زهير فقال إني أريكما قد دعوتما علي فادعوا لي فالله لكما أن أرد عنكما الطلب فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا فجعل لا يلقى أحدا إلا قال : كفيتم ما هنا فلا يلقى أحدا إلا رده قال : ووفى لنا . .

التالي السابق


الخدمات العلمية