الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          قال : وأما مبايعتهم ومشاراتهم فسأله المروذي : أمر بقرية فيها الجهمية لا زاد معي ترى أن أطوي ؟ قال : نعم ، لا تشتر منها شيئا وتوق أن تبيعه ، قلت : بايعته ولا أعلم ، قال : إن قدرت أن تسترد البيع فافعل ، قلت : فإن لم يمكن أتصدق بالثمن ؟ قال : أكره أن أحمل الناس على هذا فتذهب أموال الناس ، قلت : وكيف أصنع ؟ قال لا أدري ، أكره أن أتكلم فيها بشيء ، ولكن أقل ما هنا أن تتصدق بالربح وتتوقى مبايعتهم ، فظاهر كلامه المنع من ذلك وإبطاله مطلقا ، فمن كان منهم داعية فالبيع باطل لا يملك به شيئا كالمرتدين سواء ، وإلا خرج على الوجهين في إمامته والسلام عليه ورد سلامه ، كذا قال ، فدل كلامه أن مراده البدعة المكفرة ، فالداعية إليها كمرتد ، وإلا فالوجهان ، ولم يبين حكم غير المكفرة ، وما ذكره من إطلاق وجهين فليس كذلك ، [ ص: 188 ] وأشهر الروايتين : يكفر ، والثانية : يفسق ، وعنه : لا . ويأتي ذلك . وأين منعنا : فبايعه ولا يعلم ؟ فظهر من كلامه أنه تستحب الصدقة بالربح لأنه لم يقدم على محظور يعلمه فعفي عنه ، كذا قال ، ويتوجه أن ظاهر المذهب إن لم يصح رد الربح إلى المالك ، فإن تعذر تصدق به : وظاهر كلام أحمد المذكور : وجوبا ، وأما إذا لم يمكن أن يسترده فيتوجه فيه ، كمن بيده رهن أيس من ربه .

                                                                                                          وقال الخطاب أبو ثابت لأحمد : أشتري دقيقا لأبي سليمان الجوزجاني ؟ قال : ما يحل لك أن تشتري دقيقا لرجل يرد أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الخلال في العلم .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية