الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

ومن علاج ذلك أيضا والاحتراز منه ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها عنه ، كما ذكر البغوي في كتاب " شرح السنة " : أن عثمان رضي الله عنه رأى صبيا مليحا فقال : ( دسموا نونته ؛ لئلا تصيبه العين ) ثم قال في تفسيره ومعنى : دسموا نونته أي : سودوا نونته ، والنونة : النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير .

وقال الخطابي في " غريب الحديث " له عن عثمان : إنه رأى صبيا تأخذه العين فقال : ( دسموا نونته ) فقال أبو عمرو : سألت أحمد بن يحيى عنه فقال : أراد بالنونة النقرة التي في ذقنه . والتدسيم : التسويد . أراد : سودوا ذلك الموضع من ذقنه ليرد العين . قال : ومن هذا حديث عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( خطب ذات يوم وعلى رأسه عمامة دسماء ) أي : سوداء . أراد الاستشهاد على اللفظة ومن هذا أخذ الشاعر قوله :

[ ص: 160 ]

ما كان أحوج ذا الكمال إلى عيب يوقيه من العين



التالي السابق


الخدمات العلمية