الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ المراد بالثقة عند مالك والشافعي ] وقال القاضي أبو الطيب : إنما يقول الشافعي ذلك لبيان مذهبه ، وما وجب عليه مما صح عنده من الخبر ، ولم يذكره احتجاجا على غيره . وقيل : إنه قد كان أعلم أصحابه بذلك ، ولهذا قيل في بعضهم : إنه أحمد بن حنبل ، وفي بعضهم علي بن حسان ، وفي بعضهم ابن أبي فديك ، وسعيد بن سالم القداح وغيرهم ، وقيل : إنه ذكر فيما يثبت من طرق مشهورة . وقال الماوردي والروياني : وأما تعبير الشافعي بذلك فقد اشتهر أنه يعني به إبراهيم بن إسماعيل ، فصار كالتسمية له . وقال ابن برهان : اختلف فيه ، فقيل : إنه كان يريد مالكا . وقيل : بل مسلم بن خالد الزنجي ، إلا أنه كان يرى القدر ، فاحترز عن التصريح باسمه لهذا المعنى . ا هـ . وقال أبو حاتم : إذا قال الشافعي : أخبرني الثقة عن ابن أبي ذئب : [ ص: 176 ] فهو ابن أبي فديك . وإذا قال : أخبرني الثقة : قال : الليث بن سعد ، فهو يحيى بن حسان وإذا قال : أخبرني الثقة ، عن الوليد بن كثير فهو عمرو بن أبي سلمة وإذا قال : أخبرني الثقة عن ابن جريج ، فهو مسلم بن خالد الزنجي .

                                                      وإذا قال : أخبرني الثقة عن صالح مولى التوأمة ، فهو إبراهيم بن أبي يحيى . وقال بعضهم : حيث قال مالك : عن الثقة عنده ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، فالثقة مخرمة بن بكير ، وحيث قال : عن الثقة ، [ ص: 177 ] عن عمرو بن شعيب ، فقيل : الثقة عبد الله بن وهب ، وقيل : الزهري . وحكى البيهقي في باب الاستثناء من " المعرفة " عن الربيع إذا قال الشافعي : أخبرنا الثقة ، يريد يحيى بن حسان ، وإذا قال : من لا أتهم ، فإبراهيم بن أبي يحيى ، وإذا قال : بعض الناس ، يريد أهل العراق ، وإذا قال : بعض أصحابنا يريد به أهل الحجاز . ثم قال : قال الحاكم : قد أخبر الربيع عن الغالب من هذه الروايات ، فإن أكثر ما رواه الشافعي عن الثقة هو يحيى بن حسان . وقد قال في كتبه : أخبرنا الثقة . والمراد به غير يحيى بن حسان . وقال البيهقي : وقد فصل ذلك شيخنا الحاكم تفصيلا على غالب الظن ، فذكر في بعض ما قاله : أخبرنا الثقة ، أنه أراد به إسماعيل بن علية ، وفي بعضه أبا أسامة ، وفي بعضه [ ص: 178 ] عبد العزيز بن محمد ، وفي بعضه هشام بن يوسف الصنعاني ، وفي بعضه أحمد بن حنبل أو غيره من أصحابه ، ولا يكاد يعرف ذلك باليقين إلا أن يكون قيد كلامه في مواضع أخر . ا هـ .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية