الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      الشرط الخامس أن لا يعرف بالتساهل فيما يرويه ، وبالتأويل لمذهبه فربما أحال المعنى بتأوله ، وربما يزيد في موضع زيادة يصحح بها فاسد مذهبه ، فلم يوثق بخبره ، قالهابن السمعاني ، ولو روى الحديث وهو غير [ ص: 203 ] واثق به لم يقبل ، وإن كان يتساهل في غير الحديث ، ويحتاط في الحديث ، قبلت رواياته على الأصح . وقال المازري : الراوي إن عرف منه التساهل في حديثه والتسامح لم يقبل قطعا ، وإن لم يعرف ذلك منه ، ولكن نرى منه غفلة وسهوا ، فإن كان ذلك نادرا لم يؤثر ، ما لم يلح للسامع فيه ظهور مخايل الغفلة . وإن كثرت فاختلفوا على ثلاثة أقوال : أحدها : لا يمنع من قبوله إلا أن يظهر منه مخايل الغفلة . والثاني : لا يقبل . والثالث : يجتهد ويبحث في الحديث الذي سمع منه ، حتى يظهر ضعفه من قوته . وهو مذهب عيسى بن أبان . واختاره القاضي عبد الوهاب ، لكنه مثل بمثال فيه نظر .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية