( إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ) أي أن نكاح الأبناء نساء آبائهم هو فاحشة أي : بالغة في القبح . ومقت : أي يمقت الله فاعله ، قاله أبو سليمان الدمشقي . أو تمقته العرب أي : مبغض محتقر عندهم ، وكان ناس من ذوي المروآت في الجاهلية يمقتونه . قال أبو عبيدة وغيره : كانت العرب تسمي الولد الذي يجيء من زوج الوالد - المقتي ؛ نسبة إلى المقت . ومن فسر إلا ما قد سلف بالزنا جعل الضمير في ( إنه ) عائد عليه ، أي : أن ما قد سلف من زنا الآباء كان فاحشة ، و ( كان ) يستعمل كثيرا بمعنى لم يزل ، فالمعنى : أن ذلك لم يزل فاحشة ، بل هو متصف بالفحش في الماضي والحال والمستقبل ، فالفحش وصف لازم له .
وقال : هي زائدة . ورد عليه بوجود الخبر ، إذ الزائدة لا خبر لها . وينبغي أن يتأول كلامه على أن كان لا يراد بها تقييد الخبر بالزمن الماضي فقط ، فجعلها زائدة بهذا الاعتبار . المبرد
وساء سبيلا هذه مبالغة في الذم ، كما يبالغ ببئس . فإن كان فيها ضمير يعود على ما عاد عليه ضمير ( إنه ) ، فإنها لا تجري عليها أحكام بئس . وإن كان الضمير فيها مبهما كما يزعم أهل البصرة فتفسيره ( سبيلا ) ، ويكون المخصوص بالذم إذ ذاك محذوفا ، التقدير : وبئس سبيلا سبيل هذا النكاح ، كما جاء : بئس الشراب ، أي : ذلك الماء الذي كالمهل . وبالغ في ذم هذه السبيل ، إذ هي سبيل موصلة إلى عذاب الله . : لقيت خالي ومعه الراية ، فقلت : أين تريد ؟ قال : أرسلني رسول الله إلى رجل تزوج امرأة أبيه من بعده أن أضرب عنقه البراء بن عازب . وقال