( إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ) الضمير في ( يريدا ) عائد على الحكمين [ ص: 244 ] قاله : ، و ابن عباس مجاهد ، وغيرهما . وفي ( بينهما ) عائد على الزوجين ، أي : قصدا إصلاح ذات البين ، وصحت نيتهما ، ونصحا لوجه الله ، وفق الله بين الزوجين وألف بينهما ، وألقى في نفوسهما المودة . وقيل : الضميران معا عائدان على الحكمين أي : إن قصدا إصلاح ذات البين ، وفق الله بينهما فيجتمعان على كلمة واحدة ، ويتساعدان في طلب الوفاق حتى يحصل الغرض . وقيل : الضميران عائدان على الزوجين أي : إن يرد الزوجان إصلاحا بينهما ، وزوال شقاق ، يزل الله ذلك ويؤلف بينهما . وقيل : يكون في ( يريدا ) عائدا على الزوجين ، وفي ( بينهما ) عائدا على الحكمين ، أي : إن يرد الزوجان إصلاحا وفق الله بين الحكمين فاجتمعا على كلمة واحدة ، وأصلحا ، ونصحا .
وظاهر الآية أنه لا بد من إرسال الحكمين وبه قال الجمهور .
وروي عن مالك : أنه يجري إرسال واحد ، ولم تتعرض الآية لعدالة الحكمين ، فلو كانا غير عدلين فقال عبد الملك : حكمهما منقوض . وقال ابن العربي : الصحيح نفوذه . وأجمع أهل الحل والعقد : على أن الحكمين يجوز تحكيمهما . وذهبت الخوارج : إلى أن التحكيم ليس بجائز ، ولو فرق الحكمان بين الزوجين خلعا برضا الزوجين . فهل يصح من غير أمر سلطان ؟ ذهب الحسن : إلى أنه لا يجوز الصلح إلا عند السلطان . وذهب وابن سيرين عمر وعثمان وجماعة من الصحابة والتابعين : إلى أنه يصح من غير أمر السلطان ، منهم : وابن عمر مالك ، وأبو حنيفة ، وأصحابه ، . والشافعي
( إن الله كان عليما خبيرا ) يعلم ما يقصد الحكمان ، وكيف يوفقا بين المختلفين ، ويخبر خفايا ما ينطقان به في أمر الزوجين .