الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهجرة من بلاد الفسق

السؤال

أعيش في مجتمع ادلهمت فيه الفتن .فساد في العقيدة وانحراف في الفطرة. وفوضى في الأخلاق ..ولا حول ولا قوة إلا بالله بصورة أصبحت أخشى معها على ديني وعائلتي فهل يتوجب علي الهجرة للدين مع قلة حيلتي وانسداد الأفق أمامي في الهجرة للدين..وأين سأهاجر؟ وأنا أعيش في بلد يحسب من بلاد الإسلام؟ أنا أسعى قدر الإمكان إلى لزوم البيت مع كثرة الهرج الأمر الذي أدى الى غربة حتى مع الأهل الذين لا يقدرون هذا الأمر ولا يشعرون بما أشعر بحكم تعايش عامة الناس مع واقع الانحراف والمعصية.. فأشيروا علي رحمكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحال الذي تحكي عنه نوع من غربة أهل الدين في المجتمعات، وفي حال الغربة يجب على المرء الهجرة للفرار بدينه، ولكن هذا في حال عدم القدرة على إظهار الدين والعمل من أجل الدعوة وإصلاح أحوال المسلمين.

فننصحك أولا بمحاولة العمل للدين وخوض غمار المجتمع بالنصح والإرشاد للأهل خاصة وللمسلمين عامة هذا إذا كنت ممن آتاهم الله علما وفقها في دينه, أما إذا لم تكن كذلك فعليك بالاقتصار على أهل بيتك كما قال صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن العمل في الفتن قال: فليسعك بيتك وابك على خطيئتك. رواه الترمذي وصححه الألباني.

كما ننصحك بالاجتهاد في الطاعات وأهمها أداء الفرائض على وجهها فكما قال صلى الله عليه وسلم: العبادة في الهرج كهجرة معي. رواه مسلم.

فعليك بالاجتهاد في الطاعات وأد إلى الناس ما تحب أن يؤدونه إليك وعامل الناس كما تحب أن يعاملونك به. وخالق الناس بخلق حسن، وكن ظاهرا على الحق كما في حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال ناس من أمتي على الحق ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون. متفق عليه.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها للاطلاع على كلام أهل العلم في الأحوال التي تجب فيها الهجرة أو تندب، وما ينبغي للمسلم أن يتعامل به مع هذه الظروف: 12829، 15450، 48193، 63926، 31768، 105390.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني