الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طلب الزوجة الطلاق بسبب عقم الزوج وغشه وخداعه

السؤال

أنا شاب لي أختان وأخ، نعاني في الأسرة من قطيعة رحم مع إحدى الأختين بعد زواجها وهذا لما يلي:
تزوجت أختي منذ قرابة 3 سنوات، واتضح بعد الزواج أن المتزوج وأهله أخفوا عن أهلي أمورا جوهرية وكذبوا بخصوصها فاخترعوا بخصوص قريبهم مستوى دراسيا ووضعية شغل لا أساس لهما من الواقع عندما جاؤوا لطلب أختي، والأكبر من ذلك ما يلي بعد ليلة الزفاف بأيام قليلة، لما جاءت أختي للمنزل كانت تردد لأمي بأنه لا يسعها تصديق الذي جرى لها بعد، وكانت في حالة صدمة واضطراب، لكنها لم تخبر أمي بسبب ذلك، وحقيقة هذا السبب هو أن زوجها معوق جنسيا فهو عديم الخصيتين، فمع مرور قرابة 3 أشهر بدأت عائلة زوجها تتحدث عن عدم حمل أختي وأشاعوا أن العقم بها، أما زوجها فجرأ واقترح عليها الذهاب عند كاهنة لمعالجة عقمها المرمية به، هذا وهو وأمه الزوج يعلمان يقينا بأنه المعني، فقد ذهبت أختي إلى الطبيب المختص، وأكد لها بعد فحص زوجها أنه ولد دون خصيتين وهي حالة عقم تام، فكيف يخفي وأمه عن أختي ذلك؟ أحضرت أختي الوثيقة الطبية التي تشرح حالة زوجها، وتركتها لدى أمي في حالة طلب الطلاق واللجوء إلى المحكمة، أما هو فلما جاء بها إلى المنزل لنتحدث معها لم يأت يدافع عن نفسه طبعا لانعدام أي حجة، صدمنا نحن للخبر, أما هو فأسمع بالسيارة والأغاني تخرج منها وذهب، لكن العجيب وكأنها سحرت، لما عادت في المرة الموالية، كأنها أخرى، تراجعت عن فكرة العودة إلى المنزل وتطليقها ممن خدع شرفها، بل جاءت بعدها تطلب أخذ كل ذهبها إلى بيته وكذلك كل جهاز زفافها وأقبحت الحديث مع والدي، وقالت كلاماً تتبرأ فيه من لقبها الأول، حاولت أمي مدة طويلة هي وغيرها توعية أختي لكنها أبت، ولم تكتف بتفضيل الخادع علينا بل قطعتنا زمنا لا تكاد تكون كالمكافئ، أضيفوا إلى ذلك تأكدنا من محاولة أهل زوجها سحرنا، ولولا ضيق المقام لقصصت الأدلة والوقائع العديدة منها ما عثرنا عليه مخبأ في تراب زهور مهداة ألح الزوج على احتفاظنا بها لما أردنا إخراجها إلحاحا عجيبا، أما الآن وبعد فشل كل محاولات الوالدين، وجفاء أختي الجارح المغطى بقلة من رسائل الهاتف، فإنه لم يبق إلا أختي الثانية التي تجيب عن رسائلها واتصالاتها، أما الوالدة فقد توقفت عن ذلك، وأنا وأخي ووالدي لسنا على صلة بها، علما بأن أختي لا تأتي إلى المنزل وهو على بعد 20 دقيقة سيراً، وذلك رغم دعوات أختي ووالدتي فهي تتحجج بقول والدي لها مرة اخرجي من المنزل فهي لم تحترمه، علما بأن آخر المرات التي جاءت فيها إلى المنزل كانت ذات جفاء مع أمي وتتحجج أنها لم تخطئ بشيء وليس عليها أن تستسمح، بالرغم من جرأتها على أن تجهر في لباس زيارة "أعطوني ذهبي ولأذهب" كأن كل ما بيننا ذهب وأغراض... والآن أمي تسأل هل يجوز مطالبة أختي بالطلاق؟ وما العمل بشأن قطيعة الرحم مع أختي، ومع زوجها وأهله، علما بأن أختي الآن تعيش واقعا أخفي عنها، ذلك إضافة لقيت إعاقة زوجها المخفاة، كونه ليس أبدا ذا مستوى دراسي كما كذب علينا فقد ترك الدراسة قرابة ابن 15 وهو لا يعمل ما أخبرونا عنه، فليس له عمل ثابت، وهو يطمع في أموال والدي وهذا ليس مجرد ظن بل له وقائع عدة، وأنا أعلم أن أختي في ذاتها تعلم ببؤس حالها وقلة شرفه، حتى أنها تداوى الآن عند طبيب نفسي، إلى جانب ضعف صحتها، فهي تعاني من حياة تعيسة، يرى الأعمى ذلك فيها بإجماع من يعرفها...؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دامت الزوجة راضية بحال زوجها متمسكة بالبقاء معه فلا يجوز تخبيبها عليه وسؤاله أن يطلقها، لكن إذا رغبت هي في الطلاق لعقم زوجها أو خداعه وغشه لها فلا حرج عليها في ذلك رفعاً للضرر، وأما ما ذكرت من جفاء وقطيعة رحم فلا يجوز وعلى أختك أن تصل أبويها مهما كان منهما من إساءة أو ظلم، فإن ذلك لا يبيح هجرهما ولا يبرر قطيعتهما، فانصحها بذلك وبين لها سوء عاقبة العقوق وقطع الرحم، وعليكم أنتم أيضاً أن تقوموا بصلتها، وإذا ظننتم أنها مسحورة فلا حرج في معالجتها بالرقى الشرعية عند من يوثق في دينه وورعه لفك السحر عنها وطرد الشياطين، وأما الاتهام بعمل السحر دون بينة ويقين فإنه محرم وظن آثم.

ونصيحتنا لكم هي محاولة الإصلاح ولم شمل العائلة بالتواصل والتغاضي عما كان من ذلات وهفوات، وفتح صفحة جديدة مشرقة بينكم وبين ابنتكم وأختكم فهي منكم مهما كان، وأما ما يخصها مع زوجها وأهله فينبغي تركه وعدم الخوض فيه ما دامت هي راضية به راغبة إليه، وللمزيد من الفائدة انظري في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 99548، 9026، 31469، 43168.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني