الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صاحبه تزوج من امرأة نصرانية ثم ارتد عن دينه

السؤال

إخواني في رحاب الإسلام، أود أن أشير بمجهودكم الرائع في مجال الدعوة، ولكن لدي سؤال وطلب في نفس الوقت، وهو أني أعيش هنا بالولايات المتحدة الأمريكية، ولي صديق عراقي من أصل كردي يتحدث اللغة العربية، وكان مسلما مؤمنا بدين الحق دين الإسلام، وكان يصلي بانتظام بالمسجد وأوقات الصلاة بالعمل، ولكن بعد فترة من معرفتي به علمت بأنه تزوج من امرأة كتابية "مسيحية" مصرية وأنجب منها طفلين، وبعد زواج مدة أربع سنوات انفصلت عنه لأنها على دين النصرانية "المسيحية" أما هو وبعد عدة أشهر ارتد عن دينه من الإسلام إلى المسيحية، وكان قبل ذلك كان يقرأ كتاب النصارى "الإنجيل" وكان يتردد علي كنائسهم ويتحدث إلى القساوسة لديهم ثم تعمد "المعمودية" وهي أول خطوة فى الديانة المسيحية، وترك دين الإسلام، كنت عندما أسأله كان ينكر أنه على دين المسيحية، ويقول لي أنا ليس لدي دين إلي أن علمت أنه أصبح مرتدا عن الدين الإسلامي، ويقرأ كتب المسيحية وترك الصلاة بالمسجد ومعنا، حاولت إرشاده، ولكن في كل مرة كان يهرب من المناقشة، فلا أعرف كيف أردة إلى رشده وعقله وإلى دين الإسلام.. السؤال هنا: هل لكم دور في هذا أن ترشدوه وترجعوه إلي الإسلام، هل لكم شيوخ هنا بأمريكا للنصيحة والإرشاد، أتمني ذلك رجاء الرد علي سريعا لأني متألم لردة هذا الشاب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مثل هذه الحوادث المريرة التي تتقطع لها القلوب وتنفطر الأكباد حزناً وأسى، إنما هي ثمرة من الثمرات النكدة لإقامة المسلمين في بلاد الكافرين، وقد سبق لنا الكثير من الفتاوى التي تبين أن إقامة المسلم في بلاد الكفر لا تجوز إلا بشروط، وتراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11316، 2007، 21567.

ثم لم يقنع صاحبك بإقامته في بلاد الكفر حتى أدخل على نفسه فتنة أخرى بزواجه من هذه الكتابية، والزواج من الكتابيات وإن كان مباحاً في الأصل بشروط إلا أنه لا ينبغي الإقدام عليه خصوصاً في مثل هذه الأزمان، وفي مثل هذه البلاد التي تموج فيها الفتن كموج البحر، وتعلوها أحكام أهل الكفر وعوائدهم.. وقد سبق بيان شروط الزواج بالكتابية وذلك في الفتوى رقم: 323.

ومن يتأمل هذه الشروط قليلاً يعلم أنها لا تكاد تنطبق على واحدة من أهل الكتاب في زماننا هذا، وسبق لنا في الفتوى رقم: 5315 مخاطر الزواج بالكتابيات..

أما بخصوص صاحبك هذا فأخلص النصيحة له بلطف وتودد، وأكثر من الدعاء له بظهر الغيب أن يرده الله إلى دينه.. وقد من الله على المسلمين في أمريكا وغيرها من بلاد الغرب بالكثير من المراكز الإسلامية التي تعمل على نشر دعوة الإسلام، وبذل الخدمات الجليلة للمسلمين وغيرهم في هذا الإطار فلو استعنت بهم في ذلك فلن تعدم منهم رأياً صائباً ونصيحة صادقة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني