الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصرة الدين والدفاع عنه وعن حملته مسؤولية كل مسلم

السؤال

عظم الله أجر القائمين على هذا الموقع الرهيب، الذي نفع الله به الملايين من المسلمين.
عندي مشكلة أرهقتني، واحتقرت نفسي بسببها، وهي الدفاع عن الدين، والعلماء، وكل ما يتعلق بالدين، فعندما أرى حرمات الله تنتقص، والدين تضيع هيبته، لا أشعر بالغيرة أبدًا، وكأن ذلك لا يعنيني، وعندما أريد أن أدافع عنه، أحتقر نفسي؛ لأنني لست عالمًا، ولا طالب علم، فضلًا عن عابد صالح.
كلما أردت الدفاع عنه ولو بكلمة، تذكرت أنني لست طالب علم، ولا شيء، فلا أدافع عنه، وأمر مرور الكرام وأنا حقير. وفي هذه الأيام احتقرت نفسي؛ لدرجة أنني أسأل نفسي: لماذا خلقت وأنا حقير هكذا! كلما أردت الدفاع عن الدين، تذكرت حقارتي، وأنني تافه، ولن يسأل عني أحد، فأرجع، ولا أدافع عنه، وكأنني لست من هذا الدين!
باختصار: هل الدفاع عن الدين وحرماته للعلماء، وطلبة العلم فقط، أم هو لكل مسلم، حتى وإن كان عاميًّا حقيرًا مثلي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك، وأن يجعلك مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر.

واعلم أن نصرة الدين، والدفاع عنه، وعن حملته، مسؤولية كل مسلم، وليست نصرة الدين خاصة بطائفة من المسلمين، كالعلماء، أو طلبة العلم، أو نحوهم، بل كل من انتسب إلى هذا الدين العظيم، مطالب بنصرته، والدفاع عنه، بقدر وسعه وطاقته، مع وجوب مراعاة أمر مهم: وهو أنه لا يسوغ للمسلم أن يتكلم فيما لا يعلم، أو يخوض فيما لا يحسن بحجة نصرة الدين، والدفاع عنه، فضرر ذلك أبلغ من نفعه، قال ابن تيمية: فليس لأحد أن يتكلم بلا علم، بل يحذر ممن يتكلم في الشرعيات بلا علم، وفي العقليات بلا علم. فان قومًا أرادوا بزعمهم نصر الشرع بعقولهم الناقصة، وأقيستهم الفاسدة، فكان ما فعلوه مما جرّأ الملحدين أعداء الدين عليه، فلا للإسلام نصروا، ولا لأعدائه كسروا. اهـ. من الرد على المنطقيين.

وراجع تفصيل ذلك في الفتاوى: 43475، 379339، 196855، 125113. وبخصوص ذم النفس، راجع الفتوى: 138475.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني