الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الداعية ينال أجره بقطع النظر عن نتيجة عمله

السؤال

أشخاص يوزعون المقالات والأشرطة والكُتَيبات الدينية على الناس, ولكن تصيبهم ـ أحيانا ـ حالة من الإحباط والملل, لأنهم يلاحظون أن الناس لا يقرأون هذه المقالات والكتب ويعتقدون أنَ لا أجر لهم في هذه الحالة.
ونريد نصيحتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الذي يفعل هذا الخير العظيم ـ من الدعوة إلى الله تعالى وتوزيع الكتب والأشرطة المفيدة ـ لا ينبغي له أن يتسرب إليه الإحباط ولا اليأس والقنوط ـ بأي حال من الأحوال ـ وهو يؤدي هذه المهمة النبيلة ويستمع إلى قول الله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}.

وإلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم، أو من الدنيا وما فيها.

فلا ينبغي للداعية والمحسن وفاعل الخير أن يهتموا بالنتائج أكثر من اهتمامهم بالقيام بعملهم على أكمل وجه فإن النتائج بيد الله سبحانه وتعالى ولم يكلفنا بها ولم يترب عليها الأجر والثواب، وإنما كلفنا بالعمل وإحسانه ورتب على ذلك الخير الكثير في الدنيا والثواب الجزيل في الآخرة، ولذلك، فإن الذين يعملون بنية صادقة لا يضيع أجرهم أبدا ـ بغض النظر عن نتائج عملهم ـ فقد قال الله تعالى وهو أصدق القائلين: إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا { الكهف:30}.

وفي الآية الأخرى: فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{هود:115}.

وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: إنك لا تهدي من أحببت {العنكبوت:}.

لهذا ننصح هؤلاء الإخوة بمواصلة عملهم ونطمئنهم إلى أن أجرهم ثابت ـ إن شاء الله ـ وأن جهدهم لن يضيع بحول الله، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 27378، 30807 ،106673 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني